دمشق - ميس خليل
فجّر مجهولون الأربعاء، مقام "الإمام النووي" في مدينة نوى في ريف درعا، ونشر الناشطون في المدينة تسجيلًا مصورًا لحال المقام قبل التفجير، وللدمار الذي لحق فيه والسور الذي كان يحيط بالقبر بعد التفجير.
وأوضح الناشطون، أنهم سمعوا صوت انفجار قوي هز المكان، ليشاهدوا فيما بعد أنه ناجم عن تفجير مقام الإمام النووي وهدمه بشكل كامل، فيما لم يتمكنوا من التعرف على الفاعل.
ورجّح ناشطون أنَّ تكون "جبهة النصرة" وراء التفجير، لاسيما أنها قد فجرت منذ فترة مقامًا في بلدة المسفيرة في ريف درعا الشرقي، فيما لم تصدر "النصرة" بيانًا تعلن فيها مسؤوليتها عن التفجير كعادتها.
يُذكر أنَّ الفترة الأخيرة شهدت تفجير المقامات الموجودة في درعا، منها مقام النبي أيوب في بلدة الشيخ سعيد في درعا.
يُذكر أنَّ الإمام محيي الدين أبو زكريا المشهور باسم "النووي" ولد عام 631هـ -1233م، في مدينة نوى شمال غرب مدينة درعا بنحو 45 كم، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن الكريم وقراءة الفقه على بعض أهل العلم فيها، وصادف أن مرّ في تلك القرية ياسين بن يوسف المراكشي فرأى الصبيان يكرهونه على اللعب وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم له على اللعب.
وذهب الشيخ إلى والد النووي ونصحه أن يفرغه لطلب العلم، فاستجاب له وأرسله إلى دمشق عام 649هـ، حيث سكن المدرسة الرواحية الملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق لاستكمال طلب العلم في دار الحديث الأشرفية، فحفظ المطولات وقرأ المجلدات.
وعُرف عن النووي الجد في طلب العلم وثقافته المتعددة، فقد كان في فترة تحصيل العلم يقرأ كل يوم اثني عشر درسًا على المشايخ شرحًا وتصحيحًا.
وبدأ بالتأليف في عام 660هـ عندما بلغ الثلاثين من العمر، ومن أشهر كتبه الأربعين النووية، ورياض الصالحين، وشرح مسلم، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل المسلمين.
توفي في نوى عام 676هـ، وقيل إنَّ الإمام النووي طلب ألا تضرب على قبره قبة، وقد كان له ذلك، فلم يتم بناء قبة على قبره وإنما أحيط بسور تهدم في فترة من الزمن ثم أعيد بناؤه.