دمشق – خليل حسين
إنتقد مدير عام الاثار والمتاحف السورية, الدكتور مأمون عبد الكريم, صحيفة التلغراف البريطانية, وإتهم أحد الصحفيين فيها باجتزاء وتأويل كلمات ذات تعابير وصفها "بالمشبوهة "من قبيل "إبرام صفقة بين النظام السوري و داعش", وقال الدكتور عبد الكريم في بيان تلقَّى موقع " العرب اليوم " نسخة منه اليوم الثلاثاء, " إننا نستنكر الأسباب وراء هذه الإضافات التي تحرِّف الحقائق وتشويهها وتضمينها بعداً سياسياً، كما نعتبر هذه المقالة تقليلاً من أهمية كل من تحرير تدمر، والمجتمع المحلي في تدمر، وجهود العاملين في المديرية العامة للآثار والمتاحف".
وأضاف, عبد الكريم في مقابلته مع الصحيفة الانكليزية رداً على اسئلة الصحافي راف سانشيز (Raf Sanchez), "كنا دائماً وفي كل مواقعنا نعوَّل على دور المجتمع المحلي والنخب الثقافية والعشائرية والدينية في المدينة في حشد الرأي المحلي في المدينة البالغ عدد سكانها 50 ألفاً، ولدينا ما يقارب الخمسين موظفاً من مديرية آثار تدمر، بقوا فيها ولم يقبلوا الرحيل".
وأشار إلى أن متطرفو داعش قاموا بقتل الشهيد خالد الأسعد، ثم دمروا معبد بعلشمين والهيكل في معبد بل وقوس النصر في المدينة، يبدو أن هذا المجتمع المحلي القوي بنخبه قد تدخل وتوقف التدمير، كون تدمر مصدر فخر لأهل تدمر وهي هويتهم وتاريخهم، كما تشكل السياحة فيها مركز حركتهم الاقتصادية, وأضاف, هذا ما نعتقد أنه وراء توقف تنظيم داعش عن التدمير من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2015.
وأكَّد على أنَّ المديرية العامة للآثار والمتحف قامت قبل إجتياح تنظيم داعش لمدينة تدمر نهاية أيار/مايو 2015، بترحيل ما يقارب 400 تمثالاً ورأس تمثال بالإضافة إلى مئات من القطع الأثرية من محتويات المتحف من المعروضات والتماثيل القابلة للحمل والمستودعات، إلاّ أن اجتياح إرهابي داعش المفاجئ لتدمر وقتئذ جعل من الصعب ترحيل التماثيل الكبيرة جداً والبعض القليل من تلك المثبتة على الجدران, وأضاف, "إلاّ أن إرهابيي داعش يبحثون دائماً عن الكنوز ويشجع على التنقيب السري لتمويل عملياته، وهو يعتبر التماثيل أصناماً تخالف عقيدته الايديولوجية ولا يتداولها أبداً، كما أنه لم يجد أي من القطع الأثرية الذهبية أو غيرها كوننا قد قمنا بترحيلها سلفاً".