بردية "ناش" التاريخية
بردية "ناش" التاريخية
لندن ـ ماريا طبراني
تعتزم جامعة كامبريدج إتاحة بردية "ناش"، على شبكة الإنترنت، بين 25 ألف صورة تاريخية، وفرتها مكتبة الجامعة أخيرًا، مثل مخطوطات العهد الجديد، وكتاب قديم يُعتقد حتى الآن أنه من القرن الرابع. وتعد بردية ناش واحدة من الوثائق الدينية الأكثر أهمية في العالم، حيث تضم الوصايا العشر ويرجع تاريخها
إلى 2000 سنة مضت، وهناك نص تاريخي آخر مهم يتم طرحه أيضًا، وهو كتاب الإنجيل باللغة اللاتينية، يرجع إلى القرن العاشر، ويُعتقد أنه أقدم مخطوطة اسكتلندية حتى الآن، ويحتوي على أقرب الأمثلة المعروفة باللغة الغيلية الإيرلندية.
كذلك هناك مخطوطة عن حياة الملك إدوارد في القرن الثالث، وهي عبارة عن سرد لحياة القديس الإنكليزي في حقبة الملك، ويضم روائع من عصر التنوير الإنكليزي، بما في ذلك تقديم صورة بيانية من معركة هاستينغز، كما تضم هذه الوثائق مجموعة جينزا القاهرية، والتي يتم عرضها من خلال المكتبة الرقمية، وهي توفر لمحات رائعة من الحياة اليومية للمجتمع اليهودي في مصر على مدى ألف سنة.
وبدأت كامبريدج أيضًا في إصدار نسخ رقمية من مجموعات مخطوطات إسلامية وسنسكريتية، تشمل كلا من النصوص الدينية والعلمانية، حيث تضم المخطوطات الإسلامية بعضا من أقدم المصاحف في العالم، في حين أن مكتبة المخطوطات السنسكريتية قامت بتغطية جميع التقاليد الدينية الكبرى في جنوب آسيا وهي تشمل بعض المخطوطات القديمة المعروفة للنصوص الدينية الرئيسية.
وساعدت مؤسسة بولونسكي الخيرية في تمويل عملية رقمنة الكثير المخطوطات التي تضاف إلى الموقع، فهي تهدف لجعل الكنوز الفكرية في العالم متاحة مجانا للجمهور العالمي.
وقالت آن جارفيس، من مكتبة الجامعة: "كانت مكتبة كامبريدج تحفظ أهم الأعمال التي تحتوي على التقاليد الدينية وثقافة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، ونظرًا لتاريخ وحساسية هذه المخطوطات، نادرًا ما نكون قادرين على عرضها بالكامل، لذلك يمكن عرض صفحة واحدة فقط أو صفحتين، أما الآن، ومن خلال توفير مؤسسة بولونسكي الكثير من الإمكانيات، يمكن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت تحديد الوثيقة التي يريد الإطلاع عليها، والتوجه إلى صفحة المخطوطة واستكشاف تفاصيل غير عادية."
وسميت ورقة البردي باسم "ناش" لتكون على اسم عالم المصريات الذي قام بشراؤها في بداية القرن العشرين، وهي ورقة بردي هشة للغاية يرجع تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهي أقدم مخطوطة تحتوي على نص من الكتاب المقدس باللغة العبرية.
وتعتبر مخطوطة كتاب الإنجيل باللغة الاتينية والتي ترجع للقرن العاشر، من أهم مخطوطات العهد الجديد. وهي تحتوي على الأناجيل وأعمال الرسل باللغتين اليونانية واللاتينية. واللافت للنظر أنها تحتوي على أشكال فريدة وكثيرة من النص، بما في ذلك، مقولات منسوبة إلى يسوع لا توجد في مصادر أخرى.
ويذكر أن حجم كتاب الإنجيل صغير جدًا حيث وصل إلى حوالي 16 سم طولي و11 سم عرضي ولهذه المخطوطة ، التي تعود إلى النصف الأول من القرن العاشر، أهمية خاصة لاسكتلندا. فهي تعتبر أقرب مخطوطة اسكتلندية في العالم وتحتوي أيضًا على أقرب الأمثلة باللغة الغيلية الاسكتلندية، بالإضافة إلى مخطوطة ترجع للقرن الثاني عشر في دير أبردينشاير.
وتعتبر هذه المخطوطة مهمة أيضًا لأنها تحتوي على معلومات خاصة عن حياة الملك إدوارد الثالث عشر من قبل ماثيو باريس الذي كتبها احتفالا بحياة هذا الملك القديس برعاية هنري الثالث ومملوكة من قبل الملكة ربما إليانور ملكة قشتالة، وتعتبر تحفة من القرن الثالث عشر حيث تصف اجواء عهد التنوير الإنكليزي والدعاية السياسية.
وتعتبر مجموعة المخطوطات القاهرية واحدة من أكبر وأهم المخطوطات اليهودية في العصور الوسطى، تم الحصول عليها من مخزن كنيس يهودي في مصر في أواخر عام 1890 وتحتوي المجموعة على 193 ألف قطعة من الوثائق القديمة التي حصل عليها أستاذ في كامبريدج، وتغطي جميع جوانب الحياة في المجتمع اليهودي في الفسطاط، بالقرب من القاهرة، على مدى ألف سنة.