باماكو ـ عادل سلامة
توفي المصور المالي مالك سيديبي الذي أثرى الثقافة الشعبية المتنامية لبلاده في السنوات التي تلت الاستقلال عن عمر يناهز 80 عاما. وجسدت صور سيديبي بالأبيض والأسود الطاقة والأمل والحياة الليلية لجيل الشباب الأفارقة عبر عقدين من التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي. وأكد ابن شقيق المصور عمر سيديبي وفاة عمه الجمعة، موضحا أنه كان مريضا لفترة لكنه لم يعطِ تفاصيل عن تاريخ وفاته.
وأضاف وزير الثقافة في البلاد ندياي راماتولاي ديالو "إنها خسارة عظيمة لمالي، وقال: لقد كان سيديبي جزءاً من تراثنا الثقافي، الجميع في مالي في حالة حداد". وولد سيديبي في ما عرف آنذال بالسودان الفرنسي عام 1936، ولم يذهب سيديبي إلى المدرسة إلا في عمر العاشرة عندما استطاع الانفصال عن واجباته الرعوية بواسطة والده، وعُرف بين زملائه وأساتذته باعتباره فنانا بارعا، وفي عام 1952 حصل على مكان في مدرسة قصر الحرفيين السوادنيين في باماكو.
وعمل سيديبي في ستوديو مصور المجتمع الرائد في باماكو جيراد جويليت، وقضى سيديبي لياليه راكبا الدراجة متنقلا بين الملاهي الليلية يصور الحفلات بكاميرته Brownie، ولاقت صوره نجاحا كبيرا حتى أقام ستوديو خاصا به عام 1962 وأصبح يعرف باسم "عين باماكو".
ويضم أرشيف سيديبي من تلك السنوات عشرات الآلاف من الصور السلبية. وتعرض صوره حاليا في مجموعات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك متحف نيويورك للفن الحديث ومتحف غيتي في كاليفورنيا، وفي عام 2007 أصبح سيديبي أول مصور وأول أفريقي يحصل على جائزة Golden Lion للإنجاز مدى الحياة في بينالي فينسيا.
وقال الناقد روبرت ستور عن إنجازات سيديبي " لم يفعل فنان أفريقي مثلما فعل مالك سيديبي لتعزيز مكانة التصوير الفوتوغرافي في المنطقة والمساهمة في تاريخ التصوير وإثراء أرشيف الصور وزيادة وعينا بتحولات الثقافة الأفريقية في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ".
وفاز سيديبي بالجائزة العالمية للصورة الصحفية عام 2010 لتصوير الأزياء بتكليف من صحيفة "نيويورك تايمز". وغردت المنظمة والمصورون والفنانون مثنين على أعمال سيديبي بالقول: "نشعر بالحزن لسماع نبأ وفاة مالك سيديبي".
وبيّن سيديبي في مقابلة له مع "الغارديان" عام 2010 أن المصور الجيد يحتاج إلى موهبة حتى يعرف ما يريد، لكنه أيضا يحتاج أن يكون ودودا، مضيفا " وأعتقد أن قلبي وروحي ضمن قوة الصورة، وعليك أيضا أن تكون اجتماعيا وأنا محظوظ لأنها طبيعتي، إنه عالم بأكمله في وجه شخص ما عندما ألتقط له صورة أرى مستقبل العالم