بغداد – نجلاء الطائي
افتتحت وزارة الثقافة العراقية الهيئة العامة للآثار والتراث، متحف البصرة الحضاري بدعم من جمعية أصدقاء متحف البصرة البريطانية وبالتنسيق مع الحكومة المحلية والمتحف البريطاني ومتحف أشموليان في أكسفورد وجامعة روما وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ومدير مكتب اليونسكو في العراق وشمل الحفل افتتاح القاعة البصرية والقاعة التعليمية.
وقال وكيل وزير الثقافة لشؤون السياحة والآثار قيس حسين رشيد :"نشعر بغبطة كبيرة بافتتاح هذا المتحف الحضاري المهم بعد 6 سنوات من العمل المتواصل مع المتحف البريطاني ولهذا المتحف رمزية عالية باعتباره أول قصر رئاسي يتحوّل إلى متحف حضاري له مستقبل كبير في مدينة البصرة وفي المنطقة الجنوبية".
وأضاف رشيد :"حرصت وزارة الثقافة على إرسال أكثر من 500 قطعة أثرية تعود إلى مختلف العصور التاريخية ومن المؤمل أن نستكمل بقية القاعات في القريب العاجل. وبهذه المناسبة نتقدم بالامتنان والشكر إلى شركائنا في منظمة أصدقاء متحف البصرة البريطانية والمتحف البريطاني وكل الجهات المساندة والممولة لهذا المشروع".
وقال مدير مفتشية آثار البصرة قحطان العبيد :"إن متحف البصرة الحضاري يتألف من قاعة رئيسية تضم خزانات لمقتنيات آثارية من مصنوعات فخارية بأحجام وأشكال مختلفة ومسكوكات نقدية لحقب زمنية متعددة حيث تم تأهيله بالتعاون مع الجانب البريطاني عبر تأسيس جمعية باسم جمعية أصدقاء متحف البصرة.
وأوضح العبيد :"أن المتحف سيضم في المرحلة المقبلة خمس قاعات رئيسية، فضلا عن مكتبة وقاعة لتعليم الأطفال، معرباً عن أمله بالتعاون مع جهات دولية صديقة للمتحف لجلب قطع من متاحف دولية لإقامة معارض مؤقتة".
من جهته، قال الباحث في المعهد البريطاني لدراسة تاريخ العراق بوك كليس :"إنه تم عرض جزء بسيط من تراث إنساني عريق وجزء من حضارة وادي الرافدين والتي يتمنى العالم إن يشاهدها ويطّلع عليها كونها حضارة تُمثّل العمق الإنساني". وبيّن كليس أن "الآثار هي لغة إنسانية عالمية يجب أن نشارك فيها جميعاً لأنها تتحدث عن حقب زمنية للإنسان وللجميع وليس إلى لون واحد".
بدورها قالت رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة البصرة سمية الحلفي. إن "المتحف سيكون معلماً آثارياً حضارياً وسياحياً لمدينة البصرة لجذب أنظار الوافدين من المختصين بهذا الشأن والسواح من خارج البلاد، مبينة إن الحكومة المحلية تعلن دعمها للمتحف الذي أعيد إلى البصرة بعد عدة سنوات من إغلاقه".
وحضر افتتاح المتحف محافظ البصرة ورئيس مجلس المحافظة وعدد من المسؤولين ونوّاب عن محافظة البصرة ورئيس لجنة الثقافة والإعلام ميسون الدملوجي ووفود من منظمات دولية معنية بشأن الآثار وأوساط ثقافية.
وكان متحف البصرة للأحياء الطبيعية في وسط البصرة تعرّض إلى عمليات النهب والتخريب في العام 2003 والذي يعد من المتاحف البارزة في البصرة في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم.