بغداد - نجلاء الطائي
اختتم الأسبوع الماضي في العاصمة الايطالية روما معرض الآثار العراقية، الذي أقيم في مقر متحف الفنون المعاصرة في روما (ماكسي MAXXI)، واستمر ثلاثة أسابيع.
المعرض أقيم تحت عنوان "النهضة من الجمال. السمة المعاصرة لآثار مابين الرافدين، أعظم تاريخ كتب على الرمال"، برعاية وزارة الخارجية الايطالية وبالتعاون مع الإدارة العامة للتعاون الإنمائي في الوزارة ووكالة التعاون الإنمائي الايطالية. وضم المعرض صوراً فوتوغرافية وعرض شرائط مصورة ومجسمات تصويرية ثلاثية الإبعاد لأبرز الروائع الأثارية العراقية.
وقالت مديرة المتحف (جوفانا ميلاندري) خلال افتتاحها المعرض إنَّ إنعاش التراث الحضاري هو وسيلة لاستعادة النمو والأمل، بينما قال نائب وزير الخارجية الايطالي (ماريو جيرو) في كلمته إن ايطاليا استثمرت كثيراً في الجانب الثقافي والمعرفي في العراق وتنوي الآن إثبات وإظهار ما يمكن القيام به، إيماناً منها بأن التعاون الثقافي هو وسيلة ناجحة تساعد في النهوض والتنمية وحل الأزمات، مشيراً إلى أنَّ الثقافة هي من أنجح السبل لتجنب ويلات الحرب والإبادات الجماعية؛ لأنَّ تدمير تاريخ الشعب هو تدمير لمستقبله أيضاً.
وعبّر السفير العراقي في ايطاليا د.أحمد بامرني عن شكر وتقدير حكومة العراق للجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة الايطالية في الجانب الثقافي، مؤكداً عمق الصداقة بين البلدين ومشيرًا إلى أهمية دور الثقافة الذي يشكل حلقة تواصل وحوار بين الشعوب، كما أكد على عزم الحكومة العراقية في دحر خطط الإرهاب والقضاء عليه لعودة الأمن والسلام والاستقرار في العراق.
وقال إنَّ كثيرًا من الشعوب التي لها جذور في الحضارة تمرّ بمراحل صعبة ولكن تستطيع النهوض من جديد والعراق كذلك يمرّ بمرحلة عصيبة ولكن سينهض من هذه المحنة، والشعوب الضاربة جذورها في الحضارة والتاريخ والتي خدمت الإنسانية تستطيع أن تقدر ذلك.
وعلى هامش افتتاح المعرض أصدرت وزارة الخارجية الايطالية بيانًا رسميًا حول هذه الفعالية ذكرت فيه أنَّ ايطاليا قدمت 14,6 مليون يورو منذ عام 2003 وحتى الآن لصيانة وإعادة تأهيل التراث الثقافي والأثاري العراقي، وأن التعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال تعزز عام 2012 إثر توقيع مذكرة التفاهم في مجال العلوم الأثارية، كما تكثفت الجهود الرامية إلى استعادة الهوية الثقافية والتاريخية للعراق وأثمرت عن افتتاح المركز العراقي- الايطالي المشترك للعلوم الأثارية والترميم في حي القشلة في بغداد وبحضور وكيل وزير الخارجية (فيلنتشينزو آمندولا) أثناء زيارته إلى بغداد في أبريل/نيسان الماضي.
يذكر أن مبنى متحف الفنون المعاصرة الايطالي (ماكسي MAXXI) هو من تصميم المهندسة المعمارية العراقية الراحلة (زها حديد).