أبوظبي - سعيد المهيري
تكلف متحف اللوفر الجديد في أبوظبي الملايين، ما يجعله يلمع في ضوء الشمس، ويقع على جزيرة خاصة به، وتحكي كارولين رو عن زيارتها للمتحف الجديد ولقاءها بمصممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، حيث لم يكن البالغ من العمر 72 عامًا، سعيدًا تمامًا الثلاثاء الماضي، أثناء النظر للمتحف الذي صممه، قائلًا: "تلك الأضواء حولت عملي إلى كعكة عيد ميلاد"، وكانت وجهة نظره بها بعض المنطق، إذ بدت الأضواء التي تزين القبة، التي قطرها 180 مترًا، قبيحة، وعلى الرغم من وجودها فقط خلال فترة حفل الافتتاح في اليوم التالي، إلا أنها أخفت قليلًا الجمال المميز لهذا المبنى، الذي يشاع إنه تكلف 600 مليون يورو.
وقد أقيمت احتفالات لافتتاح متحف اللوفر الجديد يوم الأربعاء الماضي، حيث كان إيمانويل ماكرون ضيف شرف، وانبهر الحضور بأنه يوجد في أبوظبي - الدولة التي يبلغ عمرها 46 عامًا فقط - 600 قطعة أثرية استثنائية، من الأعمال الفنية البرونزية الصينية إلى الأعمال الرئيسية لـ"ليوناردو دافنشي" وإدوارد مانيت وجاكسون بولوك، وقد حصل على300 قطعة من تلك القطع كإعارة من المتاحف الفرنسية، بما في ذلك متحف اللوفر وأورساي ومركز بومبيدو؛ واشترى الـ 300 الآخرين، إذ تبلغ ميزانية الاستحواذ بالمتحف 400 مليون يورو سنويًا.
وتعود قصة هذا المبنى إلى أكثر من 10 أعوام، عندما قرر الشيخ محمد، الذي يرأس أبوظبي، تنفيذ الاقتراح ببناء جزيرة ثقافية جديدة يطلق عليها جزيرة السعادة، وتجمع بين مجموعة من المتاحف ذات المستوى العالمي، ومن المفترض أن يُفتتح الفرع الجديد لمتحف غوغنهايم، وسيصمم مبناه المهندس المعماري الأميركي فرانك جهري.
وستقوم شركة "فوستر" ببناء متحف وطني مهدى لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد، وطُلب من المهندسة المعمارية زها حديد بناء مركز للفنون المسرحية، ومتحف تاداو أندو الياباني، وفي قلب الجزيرة يقع متحف الحضارة من تصميم جان نوفيل، وهو المشروع الذي أقنعت دولة الإمارات متحف اللوفر بإعطائه اسمه "لمدة 30 عامًا" وقروض وقيادة تنظيمية "لمدة 15 عامًا" ومساعدة متصلة "لمدة 10 أعوام".
ويعد متحف اللوفر في أبوظبي الأول من بين خمسة متاحف من المفترض أن تقام، وربما يكون الأخير، إذ لا يوجد دليلًا يذكر على أن العمل على أي من تلك المتاحف يمضي قدمًا، وإذا كان هذا هو الحال، يتساءل المرء إذا كان مشروع مثل هذا يمكن أن يستمر ويحقق أهدافه مع عدم وجود أي شيء يحيط به.
ومع ذلك، فإنه من الصعب ألا تشعر بالإثارة لرؤية هذا الإنجاز الذي حققه جان نوفيل، مع بناء 55 جناحًا منفصلًا، بعضها يقع تحت قبة مبهرة، حيث تخلق ثمانية طبقات من المعدن المتشابك 7800 ثقب يدخل من خلالها أضواء الشمس العربية الساخنة راسمة بقع من الضوء على الجدران البيضاء الناصعة.
وتحدث نوفيل عن شعوره أثناء التجول في الساحة المحيطة بالمتحف قائلًا: "إن المتحف ينبغي أن يكون جزء من المدينة والحياة"، إلا إن تلك مدينة مصنوعة، مع طابع يشير إلى إنها قرية أعيد اكتشافها، كانت مهجورة والآن يسعون لإحيائها.
وقبالة صالات العرض، هناك منحوتات مخصصة للوضع في الهواء الطلق: ثلاثة جدران من الحجر الجيري من أعمال الفنان الأميركي جيني هولزر، محفورة بنصوص تاريخية، وتشمل أسطورة خلق بلاد ما بين النهرين بالرموز المسمارية، وهي مقتبسة من مقال الفيلسوف الفرنسي بعصر النهضة مايكل مونتيغن.
وفي داخل صالات العرض الكبيرة، تحيط فاترينات ذات أطر من الكروم صممها نوفيل بعناية بالمعروضات – يوجد العديد من المعروضات المتعلقة بالأمومة، على سبيل المثال، تمثال برونزي مصري لإيزيس تراعي ابنها، وتمثال لعذراء وطفل من القرن الثالث عشر، وتمثال خشبي من القرن التاسع عشر لامرأة حامل، ومن المفترض أن يتساءل الزوار عن العلاقة والاختلافات بين ما تمثله القطع الفنية المختلفة الآتية من مختلف أنحاء العالم والأزمنة.