اكتشاف بقايا معبد يهودي بالقرب من بحر الجليل

أعلن علماء الآثار أن الحطام الأثرية المكتشفة بالقرب من بحر الجليل، ربما تكون البقايا القديمة لمعبد يهودي في الأراضي المحتلة، والذي بُني في القرنين 12 و13، ويضم أجزاءً من المعبد الروماني الذي يرجع إلى القرن الخامس، والمعروف بوجود فسيفساء مذهلة في داخله. ويشير وضع المقاعد في الجهة الشرقية والشمالية والجدران الغربية، إلى أن هذا الهيكل القديم هو معبد يهودي.

 وأوضح الباحثون أن هذا الاكتشاف النادر يشير إلى عدم وجود اليهود في المنطقة، في ذلك الوقت، وفي القرنين 12 و13 قاتل الصليبيون والمماليك من أجل السيطرة على المنطقة المحيطة بقرية Huqoq حيث يجري الحفر والتنقيب. ولم يستطع الباحثون العثور على أدلة على وجود اليهود في سجلات القرون الوسطى، بغض النظر عن عدد قليل من المراجع النصية التي ذكر فيها مُسافر يدعى إيشتوري هبارشي، أنه رأى معبد يهودي قديم ذات أرضية قديمة.

وكشفت جودي ماجنيس مديرة مشروع التنقيب في Huqoq، أنه إلى جانب تنسيق المقاعد في المبنى في نمط شائع في المعابد اليهودية، يتكهن الباحثون أن هذا المبنى هو معبد يهودي، وفي حين أن الباحثين ليسوا متأكدين تمامًا من غرض استخدام المبنى إلا أنهم يقولون أن هناك أدلة واضحة على أنه مبنى عام، على الأرجح استُخدم لأغراض دينية.

وأكدت ماجنيس خلال عرض البحث في تورنتو في الاجتماع السنوي المشترك لمعهد الآثار الأميركية، وجمعية الدراسات الكلاسيكية هذا الشهر، أنه شُيد المبنى العام الضخم في هذا المكان كمعبد روماني، وأعيد استخدام بعض العناصر المعمارية مع توسيع حجمه، وتم الحفاظ على بقع صغيرة من الفسيفساء بأشكال هندسية ونباتية".

وأشارت ماجنيس إلى إعادة استخدام الجدران الشمالية والشرقية للهيكل الروماني بجانب الأعمدة القديمة، فيما تم وضع قاعدة كدعامة أعلى الجدران المنخفضة، وتم اكتشاف الهيكل الروماني الذي يعود للقرن الخامس بواسطة نفس الفريق الذي اكتشف الفسيفساء الرائعة التي تصور قصة سفينة نوح وشق البحر الأحمر، ولفت الباحثون إلى ندرة هذه المشاهد للغاية حيث وجد منها عدد قليل للغاية، وتزين الفسيفساء أرض المعبد القديم مع صور لجنود فرعون، الذين ابتلعتهم الأسماك الضخمة فضلًا عن عربات مقلوبة وحيوانات من أنواع مختلفة.

وتشارك 4 مدارس في أعمال التنقيب في Huqoq بما في ذلك جامعات بايلور، وولاية كارولينا الشمالية وبريغهام يونغ وتورنتو، وأعلن الباحثون أن المعبد يعود إلى الوقت الذي حكمت فيه الإمبراطورية الرومانية المنطقة وأزيلت الفسيفساء من الموقع لحفظها، وتجسد هذه الآثار القديمة قوس وأزواج من الحيوانات بما فيها الفيلة والنمور والحمير والثعابين والدببة والأسود والنعام والإبل والأغنام والماعز، وتوضح ماجنيس "هذه المشاهد تعد نادرة جدًا في المعابد القديمة، والأمثلة الأخرى الوحيدة التي تم العثور عليها في جرش في الأردن والموبسويستى في تركيا، وفي خربة والحمام في الأراضي المحتلة والصالحية في سورية".

ووجد الباحثون الفسيفساء للمرة الأولى في معبد عام 2012، واستمروا بالتنقيب في الموقع للكشف عن العديد من الصور، مثلا الفسيفساء التي تصور شمشون وثعالبه وهو يحمل بوابة غزة على كتفيه، بجانب مشهد يحتوي على نقوش بالعبرية مُحاط بشخصيات بشرية وحيوانية ومخلوقات أسطورية، بما في ذلك كيوبيد، ودفع هذا الموقع الباحثين لاكتشاف أول فسيفساء في معبد قديم، والتي جسدت لقاء الإسكندر الأكبر ورئيس الكهنة اليهودي.