مكة المكرمة – العرب اليوم
أدى أكثر من مليونين ونصف المليون مصل التراويح وشهدوا دعاء ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام في مكة المكرمة الأحد في أجواء مفعمة بالطمأنينة والسكينة والأمن والأمان وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي أدتها بكفاءة عالية كافة القطاعات والجهات المعنية بخدمة المعتمرين والزوار، وذلك بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ومتابعة ميدانية من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل.
وحضر عدد كبير من قائدي ومديري ورؤساء الجهات المعنية في الميدان طيلة ليلة البارحة موجهين ومشاركين زملاءهم ميدانيًا.
وتدفقت جموع المصلين على المسجد الحرام في وقت مبكر واكتظ البيت العتيق بكل أدواره وأروقته وسطوحه وساحاته والشوارع المحيطة حيث أغلقت المنطقة المركزية وأفرغت للمصلين الذين امتدت بهم الصفوف إلى الشوارع والممرات خارج ساحات المسجد الحرام.
وشهدت الطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة منذ الصباح الباكر حركة عالية وكثافة عددية كبرى من المركبات التي حرص أصحابها على حضور ليلة ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام.
وتمكن قاصدو بيت الله الحرام من أداء نسكهم في أجواء إيمانية تكلأهم عناية الرحمن وتحفهم رعاية شاملة ومنظومة خدمات متكاملة هيأتها الأجهزة المعنية بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وفق خطط مدروسة تم التركيز فيها على تكثيف الجهود والتفاني والإخلاص لأداء هذه الخدمة بروح الفريق الواحد.
وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتوفير الفرش في كافة الساحات المحيطة بالمسجد الحرام وتكثيف العمل على الأبواب البالغ عددها أكثر من 210 أبواب حيث اتسمت حركة دخول وخروج المصلين بانسابية كبيرة بفضل الله ثم بفضل ما تم توفيره من خدمات قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين.
وأدى الجميع الصلاة بكل يسر وسهولة ساعدهم في ذلك السلالم الكهربائية والممرات الخاصة بالمعاقين والعجزة وقد ساهمت الساحات المحيطة بالمسجد الحرام في استيعاب أعداد كبيرة من المصلين بعد أن تم تجهيزها من حيث تخطيطها وفرشها وتوفير حافظات مياه الزمزم وتزويدها بمكبرات الصوت لضمان وصول صوت الإمام لكافة الجهات. من جهتها كثفت أمانة العاصمة المقدسة من عملها ليلة التاسع والعشرين من خلال توفير أكثر من (4000) عامل نظافة و(200) معدة لرفع النفايات من المنطقة المركزية إلى صناديق ضغط النفايات البالغ عددها أكثر من (50) صندوقًا بالمنطقة المركزية كما جرى تكثيف أعمال الإصحاح البيئي والمراقبة على المحلات التجارية والتأكد من سلامة الأغذية المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام ليلة ختم القرآن الكريم.
و نفذت الجهات الأمنية ممثلة بالقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام خططها الاستباقية لليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان الكريم بتوجيه من مدير الأمن العام وبإشراف من مساعد مدير الأمن العام لأمن الحج والعمرة اللواء دكتور سعود بن عبدالله الخليوي ومتابعة من قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام العميد محمد بن وصل الأحمدي توقعًا لزيادة كثافة المعتمرين والمصلين وسخرت جميع إمكاناتها وطاقاتها البشرية لتقديم الخدمات الأمنية والإنسانية والإرشادية وتم تشغيل أكثر من 1300 كاميرا لمراقبة تدفق الحشود وتنظيم الحركة وانتشر ضباط وأفراد القوة وجميع الجهات الأمنية المشاركة، والجهات ذات العلاقة، من وقت مبكر لإدارة حركة الحشود البشرية داخل أروقة وأدوار المسجد الحرام، والأبواب والساحات المحيطة، كما تم تطبيق خطط استباقية لاستقبال المعتمرين والمصلين بالمسجد الحرام حيث تم تحويل المصلين بعد اكتمال الطاقة الاستيعابية إلى الأدوار العلوية، ومن ثم إلى البدروم، وكذلك توسعة الملك عبدالله لوجود مساحات لاستيعاب جموع المصلين.