معرض "Serpentine"

أُختير فرانسيس كيري، كأول مهندس أفريقي، لتصميم جناح معرض "Serpentine" السنوي، ويخطط كيري لإنشاء هيكل تجريدي متأثرا بالقرى في وطنه بوركينافاسو، ووصف كيري، مصدر إلهام تصميمه قائلا: "كانت الشجرة دائما المكان الأكثر أهمية في قريتي، إنها المكان الذي يجتمع فيه الناس تحت الظل لمناقشة الأمور المختلفة عن الحب والحياة، وأردت أن يخدم الجناح نفس الوظيفة باعتباره مكان مفتوح بسيط يخلق شعور من الحرية وروح الجماعة"، وصمم كيري صحن الهيكل بشكل ضحل بما يناسب طقس لندن لتحويل المياة حال سقوطها مع دعمه بوعاء خشبي كبير المساحة، ويتم إغلاق مساحة الجناح بمجموعة من الجدران الزرقاء المقوسة التي شكلت كتل خشبية متداخلة في نمط يشبه النسيج، في إشارة إلى ملابس الشباب في المناسبات في قريته، واضاف كيري " أنا قادم إلى لندن ولذلك أردت أن أظهر نفسي بأفضل ملابس لدي".

ويختلف تصميم هيكل المعرض هذا العام عن التصميمات السابقة، حيث اشتهر كيري بتصميم هياكل من الطوب الطيني وإطارات صلبة خفيفة الوزن، وعادة ما يتم بناء هذه الهياكل بواسطة عمالة غير مهرة مع اقتصاد أنيق للعديد من الوسائل، وفكر كيري في استخدام الطوب للجدران ولكنه نُصح بعدم تحويل الحديقة الملكية، ويقول كيري "قلت لنفسي ، فرانسيس لا تحاول تغيير نفسك من أجل هذه المهمة، كن وفيا لبدايتك، هنا لدي فرصة للعمل مع مهندسين رائعين وبالتالي يمكننا جعل المواد الصلبة رقيقة والوصول إلى تصميم مثير للإعجاب".

وولد كيري عام 1965 في قرية غاندو والتي تخلو من المياة الجارية والكهرباء، وتقع على بعد 125 ميل إلى الجنوب الشرقي من العاصمة واغادوغو ما يجعل كيري فريدا كهندس معماري يتحرك حاليا بس الأوساط البراقة وأساتذة جامعة هارفارد، إلا أن ندبات القرية لا تزال تحاصر وجه كيري  ما يذكره بونه ابن لشيخ القرية ما منحه فرصة نادرة لحضور المدرسة الثانوية في المدينة، وحصل كيري في عمر 18 عاما على منحة لدراسة الأعمال الخشبية في ألمانيا، لكنه أدرك أنه ليس هناك فائدة كبيرة للأعمال الخشبية في بلد لديها القليل من الخشب ولذلك تحول إلى دراسة الهندسة المعمارية في الجامعة التقنية في برلين، وصمم كيري في عامه الأخير في الجامعة مدرسة ابتدائية لقرية غاندو، واستخدم كاريزمته العالية لجمع المال لبناء المدرسة، ويعتبر مشروع المدرسة أول اختبار لما شكّل أسلوب كيري المميز له، وحصل كيري على جائزة أغا خان في العمارة عام 2004، ومنذ ذلك الحين اتسعت أعماله وشملت مكتبه ومدرسة ثانوية وسكن للمعلمين ومراكز مجتمعية

ودُعي كيري  ليصبح مبعوثا للجائزة ليجوب القارة مع مشاريع أخرى، ولكن أتته بعض الهواجس وأوضح في مقابله معه " توقفت لأنهم في كل مكان أذهب إليه كانوا يقولون أعطنا الأدوات اللازمة لإنشاء بناية جيدة قبل أن يأتوا للسؤال عن العمارة الجيدة"، ونتيجة ذكل تعلم شعار "المساعدة لمساعدة الذات"، وأضفت مشاريعه أهمية أكبر على بناء القدرات المحلية عن جودة المنتج النهائي، وأدت طريقه تلك لاختيار لتصميم المعرض المخصص لحفلات الضيف، وعندما سُئل كيري عما إن كان يمكنه توظيف بناة محليين وتوسيع مشروعه أجاب " الأمر ليس بهذه السهولة في هذا السياق، المشاركة تحدث عندما يأتي الناس للحصول على ملكية الهيكل، ولكني أعمل مع شركاء حتى يمكنني السفر وربما ينتهي بي الأمر في أفريقيا لتصميم مكتبة أو متحف".

ويقيم كيري حاليا في برلين حيث يدير فريق من 12 شخصا، واستخدم كيري مهمته في أوروبا لدعم العمل في الوطن وبعضها أعمال بأجر رمزي أو تطوعية، ويقوم كيري بتصميم متاجر العلامات التجارية مثل Camper والمخططات التجارية في ألمانيا، كما يعمل في بناء المدارس والمراكز الصحية والمكتبات في الهند ومالي واليمن فضلا عن الحرم الجامعي في كينيا وكذلك في القرية التي ولد فيها والد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ويعد مشروع "قرية أوبرا"  في لونغو بالقرب من واغادوغو أكثر مشاريعه طموحا، وتعد مهمة Serpentine الأحدث في سلسلة مشاريع كيري على مدى السنوات الماضية، ويتردد كيري على المؤتمرات والمعارض الدولية باعتباره معماري أفريقي من كراز عالمي، كما شارك كيري في معرض الأكاديمية الملكية عام 2014 وبينالي شيكاغو عام 2015 وبينالي فينيسيا العام الماضي حيث قدم مشروع ربما يصبح مشروع حياته، وهو مبنى لبرلمان وطني في بوركينا فاسو.

وذكر كيري عن خطته لبناء مبنى على هيئة جبل به مدرجات متداخلية حيث يمكن للناس الاستمتاع بمناظر المدينة "معظم الناس لم يروا ارتفاع أعلى من الشجرة"، وأوضح كيري بعد إشعار الناس في مبنى البرلمان في احتجاجات 2014 التي أدت إلى طرد الرئيس بعد حكم استمر 27 عاما " هناك حاجة ملحة للانفتاح والشفافية، الناس سيمكنهم الصعود لأعلى من السياسيين، ماذا سيكون أكثر رمزية من ذلك".