إحياء الذكرى 74 لـ"هيروشيما وناغازاكي" بأيدي فناني الكاريكاتير المصريين

بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للقصف النووي على «هيروشيما وناغازاكي» الذي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس (آب) 1945، يحتضن مقر «مؤسسة اليابان» مكتب القاهرة معرض كاريكاتير بعنوان «هيروشيما بين الماضي والحاضر» الذي يضم 50 لوحة كاريكاتيرية يدور مضمونها حول المدينتين.

المعرض الذي ينظم بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، واتحاد منظمات الكاريكاتير الدولي - فرع مصر (فيكو)، يشارك فيه 10 من فناني الكاريكاتير المصريين الذين يحاولون بريشاتهم إبراز ماضي وحاضر مدينتي هيروشيما وناغازاكي، وصمودهما وتحديهما لمأساة القصف، وذلك بغرض إيضاح ما حدث، وتأثير انفجار القنابل الذرية على المدينتين، وعلى اليابان، كما تتطرق بعض لوحات المعرض إلى مظاهر السلام، والثقافة اليابانية بوجه عام.

وعن فكرة المعرض، تقول غادة عبد المنعم، مدير تنسيق البرامج بمؤسسة اليابان: «نحاول أن نذكر بذكرى القصف النووي بحدث مختلف كل عام، وهذا العام اخترنا فكرة الكاريكاتير، بعد أن تواصل معنا فنان الكاريكاتير محمد عفت، عضو الجمعية المصرية للكاريكاتير، الذي لديه كثير من الرسومات عن هيروشيما. وبدوره، تواصل مع زملائه بالجمعية، وأبدوا جميعاً ترحيبهم بفكرة المعرض والمشاركة فيه».

ومن جانبه، يقول الفنان محمد عفت لـ«الشرق الأوسط»: «منذ المرحلة الثانوية وأنا أهتم بالتراث والهوية لدول العالم، وقد عشقت اليابانيين، وأعجبني التراث الياباني، فهم شعب هادئ لا يحبون الإزعاج، لذا حاولت أن تركز أعمالي على تقديم فكرة عامة عن الشعب الياباني وتطوره وسماته»، ويتابع: «في هذا المعرض الذي نبعت فكرته من خلالي، أشارك بنحو 30 لوحة، يدور مضمونها حول هيروشيما وناغازاكي، وكيف واجها القصف، وأسلوب الحياة فيهما. ففي رأيي أنهما عاشا دراما ثرية بين الماضي والحاضر».

ومن بين الفنانين المشاركين، يقول الفنان هاني عبد الجواد: «أشارك بـ3 أعمال تبرز التقدم التكنولوجي لدى اليابان، وكيف أن المدنيتين بعد القنبلة تحدتا المشكلات بهدف العودة والنجاح، حيث أردت أن تعكس رسوماتي الإيجابية لدى هذا الشعب، وليس التركيز على الدمار والأشلاء، وبالتالي هي زاوية لا يتأزم معها المتلقي. وقد اخترت لتوصيل هذه الرؤية التركيز على عنصر الروبوت، رمز التقدم التكنولوجي، وأخرى كيف أن متسابقاً يابانياً على دراجة يواصل طريقه رغم الانفجار».

أما الفنان فوزي مرسي، فاختار أن يعبر عن هيروشيما بشكل جمالي، من خلال التعبير بحروف اسمها عن قيم التسامح والسلام، وفي لوحة أخرى كيف أنها عادت أفضل مما كانت من خلال 3 ملامح، حيث يقصف غصن الزيتون، ولكنه يقاوم ليعود مجدداً كما هو.

هذه المشاركات يعلق عليها ساتوشي كواكيتا، مساعد مدير مؤسسة اليابان بالقاهرة، بقوله: «أعجبتني اللوحات بشدة، وأدهشني أن الفنانين المصرين لديهم فكرة عن هيروشيما وناغازاكي، وتطور الأحداث بهما، لذا فأنا سعيد للغاية، واعتبر أن هذا المعرض مدخل مهم للاهتمام بالمدينتين. نعم، لا يمكن أن يوصل المعلومات كلها حولهما، ولكنه دافع للمتلقي لأن يبحث أكثر عن ماضيهما وحاضرهما».

وعبّر يو فوكازاوا، مدير مؤسسة اليابان بالقاهرة، عن انبهاره بأعمال المعرض، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «الفنانون المشاركون عبروا عن كثير من الأفكار، ولفت نظري تمكنهم من فنهم، خصوصاً الألوان التي استخدموها. كما راق لي أن أكثر العناصر التي عبروا عنها رؤيتهم لصورة اليابان حالياً، بالتركيز على تقدمها التكنولوجي، وهذا برأي دور الكاريكاتير بشكل خاص، والفنون التشكيلية بشكل عام، في التعريف بالثقافات المختلفة، وبالتالي التقارب بين الشعبين».

قد يهمك أيضا:

إجلاء 600 شخص شمالي فرنسا لإبطال قنبلة من الحرب العالمية الثانية

العثور على قنبلة تعود لفترة الحرب العالمية الثانية قرب مفاعل فوكوشيما