كابول ـ أعظم خان
هناك عشرات من الفتيات اللواتي يتعرضن للقبض عليهن، لمجرد حمل كتاب أو ارتداء حجاب أبيض فهو مطارد في أفغانستان، لأنه شعار التعليم هناك وتلك المطاردة هي "حصار" للعلم والحلم في بلد أنهكتها الحروب و الصراعات والتطرف .
وقد التقطت المصورة البولندية "مونيكا بولاج" صورة تحت عنوان "الضوء الخفي في أفغانستان" كجزء من مشروع "ما بعد الحرب"، الذي يهدف إلى توثيق الحقائق الفاسدة والمعقدة للحياة في أعقاب الصراعات و الحروب الدائرة .
وموضوعات "مونيكا بولاج" - هم الأفغان الذين ’يدعي‘ الغرب أنهم كانو سبب الحرب في عام 2001 – ومن وقتها أُغلِق أمام النساء هناك التعليم والعمل من قِبل "طالبان"، و اختنقت حياة الأطفال بسبب ضيق العيش والتطرف المتزايد .
ويعتبر وجود الفتيات فى تلك الفصول انتصارًا من نوع خاص، فعودتهن إلى فصولهن في مدرسة تديرها الحكومة التي تثقف الآلاف من التلاميذ هي تحدى صارخ للثقافات المتطرفة المتزايدة هناك. ولكن هذه الفصول الدراسية تحت الأرض مهدمة والبعض الآخر مجرد خيام ، فتجدهم يعانو من أخطار مثل العقارب، وفي مناطق أخرى، تتعرض الفتيات للتهديد وحتى للهجوم لمجرد محاولتهن الدراسة، حتى لو تخرجوا ووجدن عملاً ، فسيكون ذلك في عالم لا يزال يقودة الرجل ويسيطر عليه إلى حد كبير. والحرب التي كان من المفترض أن تنتهي بالإطاحة بـ "الطالبان" تظهر بصور مختلفة طول الوقت مع إختلاف الأسماء.
ويعتبر توثيق "بولاج" هو واحد من توثيق "53 من المصورين " الذين يعملون على توثيق الحياة في أعقاب الصراع المتواجد على الأرض ، من أفغانستان إلى سيراليون، ومن البوسنة إلى الولايات المتحدة . وتأتي هذه الصور من أماكن لا يزال العنف فيها مستمراً، وبعضها انتهت بها الحرب مؤخرا فقط ، وبعضها اسقطت البنادق وانتهت داخلها الحرب قبل سنوات مضت ولكن أثرها لم ينتهي بعد، وتتلقى النساء هناك الصدمات بطريقة مستمرة، ويواجهن تحديات العيش وإعادة البناء، ويعانين آلام مشاهدة كل شيء يفسد وكل شخص يُفقد و يظل فى الذاكرة على مر السنين.