بغداد – نجلاء الطائي
شارك وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، فرياد رواندزي، في منتدى حوار الآثار السياحية الذي عقد في مدينة باستيوم الأثرية، في نابولي الإيطالية، بحضور عدد من الوزراء المعنيين بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية ،وعدد من المتخصصين في هذا المجال.
وعُقد المنتدى في الفترة بين ٢٦ و٢٩ أكتوبر / تشرين الأول، من أجل بدء حوار الحضارات من خلال المواقع الأثرية التي تعد مواقع سياحية تجمع السياح من كل أنحاء العالم، كوسيلة للتواصل والحوار المتبادل بين الناس في مختلف البلدان، بغض النظر عن جنسياتهم وانتمائهم العرقي.
وقدم خلال اليومين الذين خصصا لجلسات الحوار عدد من المحاضرات عن حوار الحضارات، وكيفية جعل المواقع السياحية الأثرية مواقع للتواصل الإنساني بين الشعوب المختلفة.
وفي الجلسة الحوارية الثانية، قدم رواندزي محاضرة تضمنت محورين أساسيين، المحور الأول تضمن نظرة تفصيلية إلى المواقع الأثرية والتراثية في العراق، وتلك التي تعرضت للتدمير والعبث والسرقة لاسيما في المحافظات التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش"، قبل تحريرها ودحره فيها.
وأشار كمثال على ذلك، إلى المواقع الآثارية في محافظة نينوى التي تعرضت للتدمير والسرقة، مبينًا أن٨٠ موقعًا أثريًا و٩٠ موقعًا تراثيًا و١٠ كنائس و ٣١ مزارًا إيزيديًا وأربع مزارات كاكائية دُمرت بشكل كامل، بالإضافة إلى سرقة ١٣٠ قطعة أثرية مرقمة، ومئات من القطع الأثرية التي سرقت من قبل "داعش" ولا يعرف أي شيء عنها.
وأشار إلى الجهود العراقية لمسح حجم التدمير وتقييم الأضرار ومن ثم إعادة تعمير وبناء وتأهيل هذه المواقع والآثار، لافتًا إلى الجهود العالية والقيمة التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" والدول الصديقة، ومنها إيطاليا.
وكشف عن أن وزارة الثقافة ستوقع اتفاقية مهمة مع الخارجية الإيطالية لإعادة بناء آثار عراقية في مواقع يحددها الجانبان فيما بعد، موضحًا أن مائدة مستديرة ستنظم في مقر "يونسكو" خلال الأيام المقبلة، لإطلاق تفاصيل خطة الاستجابة السريعة التي أعلنتها "يونسكو" مع العراق لإعادة أعمار المناطق الأثرية في عموم البلاد.
وفيما يخص المحور الثاني الذي دار حول الهوية والتراث، أكد وزير الثقافة إمكانية إيجاد أرضية مشتركة لجعل الآثار وسيلة للاستقرار والسلام والتعايش السلمي بين المجموعات العرقية والدينية المختلفة، سواء كان ضمن رقعة جغرافية محددة أو بين الشعوب من خلال خلق هوية إنسانية تجمع الهوية المحلية والهوية العالمية دون الإخلال بالخصوصيات الثقافية والتراثية للشعوب والمجموعات الإثنية المختلفة، ومن خلالها يمكن الانطلاق إلى الحوار والتفاهم وبناء جسور التواصل. وحضر المنتدى السفير العراقي في روما، أحمد بامرني، ضمن الوفد العراقي المشارك.