المكتبة المركزية في الموصل

نجحت مجموعة من الشباب الناشطين، في وقف قرار الحكومة العراقية في مدينة الموصل، بتحويل المكتبة المركزية العامة في المدينة، وهي الوحيدة الناجية من التدمير، إلى محكمة. وأنشئت المكتبة التي تقع في منطقة الفيصلية في الجانب الأيسر من المدينة عام 1921، أي مع تأسيس الدولة العراقية عقب الاحتلال البريطاني. وهي المكتبة الوحيدة التي تنقل تنظيم "داعش" كتبها ومخطوطاتها وخرائطها القيمة إلى السرداب السفلي، ولم يحرقها أو يستولي عليها، واكتفى أفراده بتشويه الجدران وبعثرة الكتب وتخريب الأسلاك الكهربائية. وهي المكتبة العامة الوحيدة في المدينة إلى جانب مكتبة أخرى موجودة داخل جامعة الموصل أحرقها التنظيم المتشدد تمامًا.

والحملة التي قامت بها مجموعة من الناشطين الشباب من أهالي المدينة، حظيت بصدى واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وصدر إثر ذلك قرار شفوي من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بوقف تنفيذ قرار الحكومة المحلية. وقال صــالح الــياس حسين أحد الشباب الناشطين في الحملة إن تحويل تبعية المكـــتبة من الحـــكومة المحلية إلى وزارة الــثقافة سيـــثمر ترميــمها وتأهيلها والاهتمام بها أكثر، إذ ان مجلس المحافظة اهمل المكتبة ولم يصلح من حالها شيئًا.

وأضاف "إذا استمر الوضع على ما هو عليه وبقيت المكتبة مهملة فإن الكتب والمخطوطات القيّمة ستتعرض للتلف بسبب الرطوبة في السرداب، وستفقد الموصل ثروة أخرى من ثرواتها الثقافية التي دمر داعش معظمها. والناشطون الذين قادوا الحملة الخاصة بالمكتبة العامة هم من رعوا مهرجان القراءة. وهذه المجموعة التي تضم فنانين وصحافيين وناشطين من سكان الموصل، تحاول إحياء الفن والتراث في الموصل، لذلك دمجت المهرجان المذكور مع نشاطات فنية لفرق موسيقية من المدينة، وانبرت للمدافعة عن المكتبات والكتب المتبقية في المدينة.

وتابع صالح "دمر داعش الفنون والتاريخ والتراث في المدينة ولن نسمح بتدمير المكتبة التي أنشئت في هذا المكان قبل قرابة قرن، وليس من المنطقي تحويلها الى محكمة وإلا فقدنا آخر خيط ثقافي وعلمي في المكان". والمكتبة المركزية العامة في الموصل هي واحدة من عشرات المكتبات المنتشرة في عدد من المدن العراقية ومنها العاصمة بغداد، إذ توجد مكتبة مركزية في كل محافظة عراقية تحتوي كتباً ومخطوطات نادرة وخرائط، ومنها مكتبة الموصل التي نجت محتوياتها بأعجوبة من التدمير.