بغداد - نجلاء الطائي
وصل وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقيّ فرياد رواندزي، إلى الخرطوم، برفقة مدير عام دائرة العلاقات الثقافية فلاح حسن شاكر وكان في الاستقبال وزير الثقافة في جمهورية السودان الطيب البدوي، للمشاركة في المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة، الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام بحضور 54 دولة من أصل 57 دولة بالإضافة إلى عدد من المنظمات وشركات القطاع الخاص، وتعقد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إيسسكو، مؤتمرها، كل سنتين، لوزراء الثقافة لدول أعضاء منظمة التعاون الاسلامي، ويُعقد هذا العام بالتزامن مع احتفاء السودان باختيار السنار عاصمة للثقافة الاسلامية.
والتقى فرياد رواندزي على هامش مشاركته في المؤتمر الإسلامي العاشر، وزير الثقافة التركي نعمان قورتلموش، وبحثا عددًا من المحاور السياسية والثقافية، كما استعرض الوزيران الانتصارات على داعش وتحرير المدن العراقية، وأكّد وزير الثقافة التركي على السياسة التركية الدائمة في المحافظة على وحدة العراق ووحدة أراضيه وترابه وحدوده، كما تحدّث الجانبان بشأن تداعيات الاستفتاء الذي أجرته حكومة اقليم كردستان ومابعد الاستفتاء وكيفية اعادة الاوضاع الى حالتها الطبيعية في العلاقة بين الاقليم وبغداد.
وناقش الوزيران العراقيّ والتركيّ العلاقات الثقافية بين الجانبين، حيث طالب الوزير التركي الإسراع لانهاء المراحل للمصادقة على البروتوكول للتعاون الثقافي بين البلدين، ووعد رواندزي بمتابعة الموضوع مع الدوائر المعنية والانتهاء من مشروع البروتوكول بأسرع وقت ممكن لتوقيعه بين الوزيرين، والذي يتضمّن عدد من الفقرات المتعلقة بالتعاون الثقافي والتراثي والآثاري وتبادل الخبرات وإقامة الأنشطة الثقافية ودعم وجهات نظر البلدين في مواضيع الثقافية والتراثية والاثارية في المحافل الدولية وجملة من المسائل الأخرى، مشدّدين على ضرورة إقامة وتبادل الأنشطة الثقافية بما فيها الأسابيع الثقافية العراقية في تركيا والأسابيع الثقافية التركية في العراق في المجالات الثقافية والفنية المختلفة.
وتطرّق الجانبان إلى مسألة تهريب الآثار عبر الحدود، وأكدا على أهمية تشديد الإجراءات من جانب البلدين، لا سيما من الجانب التركي من أجل منع تهريب الآثار العراقية عبر الحدود إلى أوروبا، فأبدى الوزير التركي استعداد حكومته لتدريب الخبراء العراقيين في مجال كيفية التعامل مع ملف تهريب الآثار العراقية وضبطها من قبل الشرطة العراقية وتدريبها لهذا الغرض، كما شدّد الأخير استعداد بلاده لإعادة تأهيل وتعمير ومدّ يد العون للمتاحف العراقية، ورحب رواندزي بكل هذه الطروحات، حيث أنّه من المتوقّع أن يتم اتخاذ الخطوات العملية على الأرض في النقاط التي تم التباحث بشأنها بين الطرفين في المجالات الثقافية والتراثية.
وشارك في المؤتمر وزراء الثقافة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وعدد من الخبراء وممثلي المنظمات العربية والإسلامية والدولية المهتمة بالعمل الثقافي، وحضره 40 دول عربية وأفريقية وآسيوية إلى جانب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، منظمة التعاون الإسلامي، مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وكالة الأنباء الإسلامية الدولية، اتحاد الإذاعات الإسلامية الدولية، جامعة الدول العربية، شركة التعليم والتدريب عن بعد، مؤسسة قطر الخيرية، منظمة (IRCIA)، وتناولت أجندة المؤتمر كل الأمور التنظيمية الخاصة بالمنظمة والتداول حول ما تمّ تنفيذه بشأن الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي إلى جانب التداول في الدراسات والبحوث المتخصصة.
واشتملت الجلسة الافتتاحية على كلمات عدد من رؤساء الوفود إضافة إلى مناقشة مشروع تعديل النظام الداخلي للمجلس الاستشاري، كما تناول المؤتمر، تقرير المدير العام للمنظمة حول تنفيذ الإستراتيجية الثقافية، ووثيقة مشروع الصيغة المعدلة للإستراتيجية ووثيقة المبادئ التوجيهية بشأن الثقافة والمدينة ووثيقة مشروع دراسة توجيهية حول المؤشرات الثقافية للتنمية بجانب وثيقة مشروع الإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي، وتمّ في الختام انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري وانتخاب لجنة التراث ومكان الدورة الحادية عشرة.