القاهرة - العرب اليوم
بدأت وزارة الآثار المصرية مشروع تطوير المنطقة المحيطة بمعبد دندرة في مدينة قنا جنوب القاهرة؛ تمهيدًا لتحويلها إلى متحف مفتوح. وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي الإثنين "تم البدء في مشروع تطوير المنطقة بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية العاملة في منطقة آثار دندرة. وأضاف: إن «وزارة الآثار انتهت من أعمال المرحلة الأولى من المشروع التي تضمنت وضع عدد 9 مصاطب حجرية في الجهة اليسرى من بوابة الدخول الرئيسية للمعبد ليعرض عليها بعض التماثيل والعناصر الأثرية، من بينها تماثيل للإله بس، وحتحور، ونخبت ووايت، الذي صور على هيئه صقر».
وأكّد عبد الحكيم الصغير، مدير عام معبد دندرة: أن «القطع التي سيتم عرضها علي المصاطب موجودة في منطقة المعبد؛ فمعظمها كان نتاج أعمال حفائر أثرية سابقة بالمنطقة، وكانت ملقاة على أرض المعبد منذ اكتشافها، أما البعض الآخر فكان موجودًا في مخزن الماميزي (بيت الولادة) التابع للمعبد». ولفت إلى أنه تم عمل المصاطب بالشكل الذي يتلاءم مع الطابع الأثري للمنطقة وكذلك الأثر، بما يظهره بصورة أفضل للزائرين.
وأضاف: من المقرر استكمال الأعمال، ووضع باقي البلوكات ورفع باقي العناصر الأثرية الموجودة بالمعبد وهي عبارة عن تمثال آخر للإله بس، ورأس تمثال لأحد الآلهة، ولوحة جدارية منقوشة، وكل هذه القطع كبيرة الحجم».
و قام الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، المصري، بجولة تفقدية للمتحف الزراعي في الدقي الأحد الماضي؛ لاختيار بعض القطع الأثرية الموجودة بالمتحف الزراعي لعرضها ضمن سيناريو العرض المتحفي في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط وسط القاهرة، الذي من المقرر افتتاح ثلاث قاعات منه منتصف عام 2019. وقال الدكتور العناني: إن عرض هذه القطع بمتحف الحضارة هو خير سفير ودعاية للمتحف الزراعي الذي يجري ترميمه حاليًا.
وأضاف العناني: أن وزارة الزراعة تبذل جهودًا كبيرة لرفع كفاءة المتحف؛ إذ تم الاتفاق على التعاون في أسلوب عرض مقتنيات المتحف وتسجيلها طبقًا لقانون الآثار، إضافة إلى عقد دورات تدريبية للعاملين في المتحف». مضيفًا: ستتم دعوة السفراء الأجانب بالقاهرة ووكالات الأنباء العالمية لقضاء يوم بالمتحف الزراعي بالدقي تمهيدًا لافتتاحه».
و قال الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة: «نتعاون مع وزارة الآثار لحسن استغلال المتحف ووضعه على خريطة السياحة الخارجية والداخلية؛ فعمليات التطوير التي يشهدها المتحف حاليًا تستهدف عودته إلى مكانته التراثية والثقافية والعالمية، كي يتعرف المواطنون والسائحون على تاريخ الزراعة المصرية ونشأتها وتطورها، باعتباره ثاني أهم متحف متخصص في الزراعة على مستوى العالم بعد المتحف الزراعي في بودابست في المجر.
وتابع أبو ستيت: المتحف يعد توثيقًا حقيقيًا لذاكرة مصر الزراعية، ونافذة تطل منها كل الأجيال على حضارة مصر الزراعية، حيث يضم ثمانية متاحف تمت إقامتها على مساحة 30 فدانًا عام 1930، كما يعرض تاريخ الزراعة منذ عصر ما قبل التاريخ، بما يبرز الدور الريادي المصري في مجال الزراعة، كذلك ينفرد بمجموعة أثرية زراعية كاملة، إضافة إلى أنه يضم عروضًا تجعله متحفًا فنيًا للتاريخ الطبيعي».
يذكر أن المتحف الزراعي يضم 10 مبانٍ مهمة، هي متحف المقتنيات التراثية، ومتحف القطن، ومتحف الزراعة في العهد اليوناني، ومتحف المجموعات العلمية، ومتحف المجموعات النباتية، ومتحف الزراعة المصرية القديمة، ومتحف البهو السوري، فضلًا عن متحف الصداقة المصرية الصينية، كذلك يضم قاعة السينما الملكية، والمكتبة الثقافية والتي تحوي كتاب «وصف مصر».
ويضم أيضًا آلاف المعروضات والمقتنيات التي تقدم في مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر منذ عصر الفراعنة، بالإضافة إلى نباتات نادرة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، فضلًا عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية، التي توثق تطور الأساليب الزراعية لدى الفلاح المصري، وأشكال الحياة الريفية عبر التاريخ.