بغداد – نجلاء الطائي
زار منقبون آثاريون سلوفاك يعملون ضمن موقع جوخه في محافظة ذي قار، إضافة إلى مستشارين قانونيين من جنسيات أجنبية يعملون لدى الحكومة العراقية المتحف العراقي، وقال الدكتور دراهوسلاف هولينك ضمن الوفد السلوفاكي "إن الزيارة هي الثالثة للمتحف العراقي، ونحن نعمل كمنقبين آثار في موقع جوخه الأثري في قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار للموسم الثاني على التوالي، كانت أعمالنا في العام الماضي تقتصر على المسح الجيولوجي لكننا سنباشر التنقيب لهذا الموسم الاسبوع المقبل، وفي السياق نفسه زار المتحف العراقي عدة مستشارين قانونيين ومن جنسيات أجنبية للاطلاع على حضارة العراق المتجسدة في قاعات المتحف العراقي.
وقال أمير أصلاني وهو فرنسي الجنسية "نحن معجبين جدًا بالمتحف العراقي من تنوعه وعرضه الجميل وبتاريخه وماضيه ومساهمتهُ للإنسانية جمعاء إضافة للقيمة الرمزية للأثار التي شاهدناها في المتحف والذي يبين مساهمة العراق في الإرث الثقافي للعالم، وأود أن أعبر عن أمتناني لحكومة العراق التي تولت إدارة وإعادة القطع الأثرية.
وأضاف أن المتحف العراقي يربط تطلعات العراقيين بين الحاضر والماضي من البابليين والأشورين والسومرين، وقال "لو كنت عراقيًا سأكون فخورًا جدًا بحضارتي وتاريخي، ويسميها البعض، عاصمة العراق الأثارية وآخرون يرون أنها كنز علي بابا المفقود بين طيات ترابها هذه هي محافظة ذي قار أكبر محافظات العراق من حيث تواجد المواقع الأثرية، وفق الإحصاءات تم اكتشاف أكثر من 1200 موقع أثري لحد الآن، ومن محاسن الصدف أن هذه الآثار يحميها الله وحده إذ أن عدد حراس المناطق الأثرية وصل فقط 99 شخصًا وأن محاولات السرقة مازالت مستمرة إذ إن عيون اللصوص مازالت ترصد المكان فقدأحبطت مفارز مكتب المعلومات الوطنية في قضاء الرفاعي شمال الناصرية ، محاولة لسرقة قطع أثرية من منطقة " تل جوخا" الأثري غرب القضاء .
ويقول المفتش عامر عبد الرزاق إن " هناك إهمالًا في حماية المواقع الأثرية بشكل فعلي وقد يكون ذلك عاملًا في تكوين تنظيم لتهريب الآثار" مبينًا أن "ذي قار تضم أكثر من 1200 موقع أثري تنتشر في رقعة المحافظة ويحرسها قرابة 100 حارس أمني تابعين للهيئة العامة للآثار"، وتابع أن "هذا العدد غير كاف وسط عدد المواقع الحالية التي تحتاج إلى خطط وميزانية من قبل الحكومة فهي بحاجة إلى قوة خاصة مدربة مزودة بتقنيات حديثة تتعامل مع هذه المواقع" .
ودعا عبد الرزاق الحكومة العراقية والحكومة المحلية في الناصرية والجهات الرسمية ذات العلاقة ومنظمات المجتمع الدولي إلى ضرورة الاهتمام بتلك المواقع المهمة وإقامة أسيجة حولها ووضع حراسات مشددة ونقاط ثابتة فضلًا عن الإسراع بإجراء عمليات تنقيب مستعجلة لإنقاذ تلك الآثار من أيدي اللصوص.
وتضم محافظة ذي قار الكثير من المواقع الأثرية التي تعود لعصر فجر السلالات السومرية ومملكة "أوما" التي ظهرت في الألفية الثالثة قبل الميلاد وأهم تلك المواقع زقورة أور وبيت النبي إبراهيم الخليل وتل جوخا أو كما يسمى بـ"يوخا "الواقع شمال الناصرية مركز المحافظة، ويبلغ مساحته نحو 10 كلم ويضم أكثر من سبعة مواقع أثرية منها "تل فروة"و"تل بنات الشيخ" و"تل أبو الجرابيع" وتعرض للسرقة لمرات كثيرة