بغداد – نجلاء الطائي
تجولت الباحثة الأثارية الألمانية سوزانة أوستهوف، برفقة فريق محلي داخل المنطقة القديمة بقلب الموصل، حيث تمكنوا من العثور على جثتين لأشخاص قتلوا خلال الحرب على الإرهاب قبل ثمانية أشهر في الموصل.
لم تكن هذه الجثث هي الوحيدة، فهي جزء من مجموعة كبيرة آخرى لا تزال تحت الأنقاض، تلك الجثث أصبح من الصعب التميز بينها ما اذا كانت لداعش أو لمدنيين قضوا وهم ينتظرون الفرار من القصف والقتال الذي كان مندلعًا حينها.
وفتحت استمرار تواجد الجثث المتفسخة، ملف عدم وجود فريق من الصليب الأحمر الدولي الذي كان حاضرًا في أغلب مناطق الصراع، في العالم، خلال معارك الموصل، والاعتماد على الجهود المحلية.
و ذكر الناشط المدني بدر العكيدي أن عدم وجود الصليب الاحمر في الموصل يعد نقطة سوداء في تاريخه، حيث المنظمة لها جهد كبير في مساعدة السكان خلال اوقات الصراع في كل أنحاء العالم لكننا فقدناها في الموصل".
وأوضح مصدر يعمل لصالح الصليب الأحمر الدولي أن "اللجنة الدولية قدمت جزءً كبيرًا من المساهمة في توفير المياه ومعالجة الجرحى وتقديم المواد الغذائية الطارئة، لكن رفع الجثث من تحت الأنقاض هي من اختصاص جهات أخرى".
و قالت الناشطة المدنية أمل الجبوري التي رافقت الباحثة الالمانية الأثارية، أنه "لا يوجد أي جهد للصليب ولا حتى الهلال الأحمر، كل ما شاهدته هنا هو وجود شباب يسعون اإى رفع الجثث منذ ثمانية أشهر ولا جهود دولية".
وتبدو قديمة الموصل، كانها لا زالت تعاني من مشكلات عدة من بينها الجثث المتناثرة تحت الانقاض وحتى تلك البنايات المهدمة، المترامية في الاطراف، بينما لا ماء ولا خدمات ولا كهرباء تقدم للعائدين الى هنا.
وتشكو حكومة محافظة نينوى نقص الموارد المالية، التي لديها، وهو ما يعرقلها من تقديم الخدمات.
وأشار محافظ نينوى نوفل العاكوب أن الموصل القديمة اصبحت مزارًا فقط للمسؤولين ولكن للاسف لا يوجد مال كافي عندنا لاعمار، كما أن المسؤولين لا يأتون الا للتصوير والبحث عن الشهرة من خلالها من دون تقديم شيء لها ولاهلها النازحين أو حتى الراقدين تحت الأنقاض".
وأوضح العاكوب أن المحافظة طلبت زيادة العمل بالنسبة للدفاع المدني وهم يعملون وفق اي ابلاغات بوجود جثث كذلك دائرة الصحة والبلدية لكن للاسف نجد ان المجتمع الدولي لم يهتم كثيرا بالموصل، وخصوصا المنطقة القديمة".
ويشعر سكان الموصل القديمة ان العالم قد تناساهم فور انتهاء الحرب في 10 من تموز من العام الماضي.
وقالت سيدة أربعينية تعيش مع ابنين لها في القديمة ان "احد ابناءها معوق والثاني يبحث عن عمل لكنهم لم يستطيعوا ان يفعلوا اي شيء لها، او هي تقدم شيء لهم حيث لم تحصل على تعويض او عمل لابناءها".
وحول السؤال عن المنظمات الدولية وما قدمته لهم قالت السيدة التي اشارت الى اسمها بأم محمد انها "لم تشاهد اي اجنبي سوى تلك السيدة"، في اشارة للباحثة الالماني.
يذكر أن الباحثة الألمانية توجهت إلى الموصل القديمة لغرض البحث عن منزل اثري، كانت قد شاركت في ترميمه بـ2005 لكنها وجدت المنزل منهارًا حيث عبوات الدناميت قد دمرته خلال الحرب.