الرياض – العرب اليوم
على سفوح جبال السودة غرب مدينة أبها السعودية، تومض جبال عسير وحضارتها من حصون وقرى “رجال ألمع” التي ارتبط اسم قريتها التراثية بالتراث العالمي ضمن اليونيسكو.
الرحلة من مدينة أبها إلى رجال ألمع (60 كم) ترسم لوحة مهرجان “رجال الطِّيب” الجمالية بين الطبيعة والتاريخ والثراء السياحي والاجتماعي الذي يبرز عبر المدن في منطقة عسير، ويشهد لوحة جمالية مع موروث أهالي المنطقة في ارتداء ملابس ملونة أو أطواق الورد المليئة بالرياحين واخضرار المكان.
تأتي فعاليات مهرجان “رجال الطِّيب” الذي تقيمه وزارة الثقافة ضمن فعاليات موسم السودة، ويستمر لمدة 20 يومًا خلال الفترة من 12 إلى 31 أغسطس (آب) 2019 في قرية “رجال” التراثية في محافظة “رجال ألمع” بمنطقة عسير.
وقال أحمد النابلسي مدير فعالية مهرجان “رجال الطِّيب”، إن الفعالية تراثية ثقافية تهدف إلى الاحتفاء بهذه الثقافة المحلية لرجال ألمع وتهامة، واستخدمت جزئية الطِّيب والورد لأن هذا الأمر يميزهم عن غيرهم من الأماكن، وأن الرجل الألمعي تبرزه الثقافة وطوقها، واحتفينا بذلك وبجميع مكونات التراث والثقافة العسيرية الجنوبية.
وقال النابلسي إن الفعالية تكون في القرية التراثية ووادي الخليس، يتنقل خلالها الزائر بين أروقتها وساحاتها ومبانيها، ليتعرف على الثقافة الغنية لرجال الطِّيب من خلال فعاليات متنوعة، تبدأ بالسوق التراثية “الحي” وتُعرض فيها الحرف القديمة.
وأضاف أنه تم تجهيز مسرح يحتضن 9 فرق شعبية لعرض 40 لونًا شعبيًا جنوبيًا ليغطي جميع الألوان الفلكلورية المحلية، مثل “لعبة رجال الطِّيب” و”الخطوة” و”العرضة”، في أجواء مفعمة بعبق التاريخ والتراث.
وأشار النابلسي إلى أن متحف رجال ألمع تم تجديده وإضافة لمسات فنية حديثة لتتناسب مع المحتوى التراثي الموجود، مضاف له ركن “المتحف الرقمي” وهو عبارة عن شاشات تُعرض عليها مواد مختلفة عن رجال ألمع والتراث والتاريخ المحلي.
وأضاف النابلسي أن من ضمن البرامج فعالية “وادي خليس” وهو وادي قديم يقع في قلب رجال ألمع، وقد كان مهجورًا بلا أنشطة وتعديلات وتم تجهيزه وتزويده بالكهرباء وجلسات مطلة ومشاركات من الأسر المنتجة وعروض من الفنانين التشكيلين، وتعد هذه الفعالية الجزء الشعبي من المهرجان.
وقال النابلسي إن من أهم الفعاليات “أطواق الورد” التي تقدّم بطريقة تفاعلية، فيشارك الزوار صناعه الطوق مع المختصين، وتعد “عصائب الورد” رمزًا ثقافيًا يحمل دلالات من ثقافة المنطقة وأزيائها ومناسباتها، وتختلف باختلاف المناسبة التي تُرتدى من أجلها.
وحول اختيار القرية التراثية بـ”رجال ألمع”، قال النابلسي: “لأنها صرح ومَعلم تاريخي وثقافي، تجاوز عمرها 900 عام، ولتفرد المعلم بالجمال والعمارة التراثية”. وأكد أن “الفضل يرجع لأهل المنطقة الذين اهتموا بها وببنائها وتطويرها، مع تطلعنا لأن تكون ضمن التراث الإنساني في اليونيسكو”. وتشهد “حديقة الورد” عددًا من تشكيلات الزهور المخصصة التي تعطي نوعًا من الجمال للمكان، واستُخدمت فيها النباتات العطرية المحلية.
وتصاحب الفعاليات طيلة فترة المهرجان أمسيات فنية وشعرية، وعروض للإسقاط الضوئي، إلى جانب بستان الطِّيب المفتوح ومقهى الحبق ومحل العطور ومجسمات الورد الجمالية.
ويسلط المهرجان الضوء على الإرث الثقافي والإنساني العريق لإبراز خصوصية “أطواق الورد” التي تزيّن رؤوس سكان المنطقة، عبر فعاليات متنوعة تشرح أنواع هذه الأطواق وطرق تصنيعها والمناسبات التي تُستخدم فيها، حيث توفر تجربة تراثية وثقافية استثنائية لزوار قرية “رجال” التراثية لاستكشاف التراث والثقافة فيها.
قد يهمك أيضًا
أحلام تفتتح أولى مواسم "السودة" في عسير وتكشف مفاجأة للجمهور
مي آل خليفة تُعد ملفات مواقع بحرينية لتسجيلها في قائمة التراث العالمي