بغداد - نجلاء الطائي
افتتح مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي مهرجان دار السلام للخط العربي والزخرفة الإسلامية بالتعاون مع جمعية الخطاطين العراقيين على قاعات دائرة الفنون التشكيلية في الوزارة. وقال المهدي "ما تزال دائرة الفنون التشكيلية السباقة في أقامتها لهذه المهرجانات والمعارض لتشجيع المواهب وتنميتها, وإن الهدف الرئيسي لإقامة هذا المعرض هو ليس للمشاهدة فقط وينتهي بانتهائها، فهناك استراتيجية لإقامة المعارض في الدائرة، وبخاصة معارض الخط والزخرفة لتستعيد بغداد اسمها الأول دون منازع, فنحن نعرف أن القاهرة ودمشق واسطنبول وإيران وغيرها مراكز للخط لكن تبقى بغداد هي مركز الخط في العالم العربي.
وعبّر المهدي عن فرحته بمشاركات نسائية في المهرجان وليس مقتصرا على الرجال فقط, وظهور جيل نسائي جديد في معهد التراث التابع لدائرة الفنون التشكيلية حيث بلغ عدد اللوحات النسائية المشاركة أكثر من 30 لوحة من إجمالي 242 المشاركة". وقال مدير المعارض حسين موحي: أن إقامة مهرجان دار السلام هو ضمن المنهاج الثابت للدائرة وعدد الفنانين المشاركين 207 فنان.
هذا وتميزت الأعمال بأنها مشاركات جديدة وللمرة الأولى، فيها مشاركات لطلبة وأساتذة معهد الفنون الجميلة قسم الصباحي. وأكد رئيس المهرجان الدكتور روضان البهية "هذا المعرض في تصوري شكل نقلة نوعية في أعمال الخطاطين، على مستوى تجويد الخط والخامات والاخراج الفني وتنوع التجارب ما بين الأسلوب التقليدي، وما بين الأسلوب الحداثي وما بين الخامات المختلفة.
وأضاف روضان أن الورق المقهر والتذهيب والإخراج الزخرفي، والتمازج بين التجارب، مما يثير الفرحة، فضلاً عن مشاركة طلاب معهد الفنون الجميلة، لأن الهدف هو إشراك كل من له اهتمام بالخط العربي، وبالفعل فإن هذا المعرض شكل تحدياً في ظل الظروف والهجمة الظلامية التي تمر بها بلادنا الحبيبة. وأوضح الناقد الدكتور جواد الزيدي أن "فعالية اليوم تمثل مناسبة مهمة والفضاء قد يكون اهم من المنجز، وقد يشارك بعض الخطاطين بأعمالهم الخطية، بمشاركات داخلية وخارجية، لكن الأهم هو حضور هؤلاء الخطاطين إلى هذه القاعة.
ويؤكد روضان أن كل خطاط منهم له اشتغالاته وتقنياته على مستوى الخامة والمواد والأحبار، كلها ستسهم على صعيد اللوحة الخطية المنجزة، بالإضافة إلى الكم الهائل من الأعمال. وذكر الخطاط الدكتور أكرم جرجيس "أن معرض هذا العام جاء مختلفا لأسباب عدة منها أنه أفسح المجال لمشاركة معهد الفنون الجميلة البنات، ورفدنا بأعمال مميزة وجميلة ترتقي إلى مستوى الأعمال الفنية ، فضلاً عن وجود الورش الفنية لأعمال الأبرو والخط العربي، وبالذات مشاركة الخطاط المتميز فراس عباس، وأيضا طلبة معهد الفنون في ديالى للمشاركة في ورشة فن الأبرو. وتابع" لقد كانت محاور المشاركة على شكلين هما: التقليدي الذي يلتزم بالقواعد الصارمة للحرف، فضلا عن الخامات التقليدية من الحبر العربي و الورق المقهر، مبينا المحور الثاني فقد ضم الأعمال الحديثة .
وأوضح الفنان ماهر الطائي أن "الخط العربي هو اختبار لقوة اليد بسحب القصبة لتسقيط الحروف، ويشكل بتنفيذ حي من قبل الخطاط، لأن جماله يتكون من خلال هذا الاندماج، ويكون ساحرا إلى المشاهد بتشكيلاته الحية، ولأن ملء الحروف عن طريق الفرشاة بنظري المتواضع، يقلل من شأن هذا المنتج، لأن الفرشاة لها دور كبير في تنفيذ الزخارف المحيطة لهذه الحروف العربية المشكلة.
وأخيرا أكد أن سلاح الخطاط سحب القصبة، كما علمني أستاذي صادق الدوري له طول العمر، والأستاذ محمد الماقلي رحمه الله، ولا بأس من تسكين الحرف في لوحات فنية تشكيلية تبعث دلالات خاصة إلى جمالية الفنون العربية والإسلامية عموما. ويبقى الخط العربي يمثل جمالية الكتابة. وبحسب مدير المعارض حسين موحي "تم رفض 67 عملا، كونها غير صالحة للعرض ولا تصل إلى مستوى المهرجان، الذي يعد من النشاطات المهمة والفعاليات السنوية التي تقام في دائرة الفنون التشكيلية.