بغداد – نجلاء الطائي
اختتم مؤتمر السرد الثاني، الذي نظمه اتحاد الأدباء والكتاب في العراق بدعم من وزارة الثقافة والسياحة والآثار والذي عقد في قاعة الوركاء داخل فندق الشيراتون، بحضور وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار فوزي الأتروشي، وشارك الأتروشي في جلسات المؤتمر بأطروحات ثقافية أثرت مقتضيات الارتقاء بفن الرواية الذي يحتاج رعايةً أكثر كي يتضح دور الروائي العراقي الذي بدء يحقق حضوراً عربياً وعالمياً تجلى بحصد الجوائز الكبرى، حيث حققت الرواية العراقية برأي الأتروشي وإجماع المشاركين في المؤتمر انعطافةً نوعية بعد 2003.
وانسحبت العملية الإبداعية لتغطي عطاء القلم النسوي منطلقةً به إلى فضاءات الرواية، التي تختزن هموم وآمال وتطلعات الشعب العراقي بما فيها من يوميات الكوارث والمحن والملفات الساخنة. وفي كلمته لليوم الثاني قال الأتروشي: "النقد العراقي لا يساير الرواية قاصراً عنها في وادٍ وهي في وادٍ آخر، إن النقد العراقي يتراوح بين محاباةً فاقعة وتجريح غير موضوعي".
وحفلت جلسة اليوم الثاني بمداخلاتً وتعقيباتً أضاءت محاور مهمة في صنعة الرواية وميدانها الإجرائي شاملةً مواضيع أساسية مثل: رواية السيرة الذاتية، وتركيبة السرد، وتحولات اللغة الروائية، وتحليل محتوى روايات عراقية هامة منها موضوعة القمع والحرية في رواية (طشاري) لإنعام كجه جي، والفنتاستيك والغرائبية في رواية (أزمنة الدم) كما شملت الجلسة طاولةً مستديرةً للعصف الذهني تضمنت محاور متداخلة، بينها: الآيروسية في النص الروائي والقصصي والراوي والنص القصصي، والبناء السردي في الرواية وتطورات التقنية الروائية.
وجمع المحاور كلها عنوان عريض هو (نقاد وروائيون ، الرواية وسمات الأجيال الأدبية، مشتركات الانقطاع)، وقدّم المؤتمرون في بيانهم الختامي التحية لوزارة الثقافة والسياحة والآثار لرعايتها المتواصلةً مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وأعرب البيان الختامي عن ثقته بالانتصار التام على قوى الظلام والقهر والتخلف والتراجع والفساد.
وأشاد المؤتمر بالجائزة السنوية للإبداع التي نجحت الوزارة بالتأسيس لها لتمنح لأسماء مهمة وتجارب تستحق الإشادة والاحتفاء، ودعا إلى إقرار مشاريع التفرغ الإبداعي والرعاية الثقافية والبحثية والعلمية والإنسانية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، لكون المبدع حامل شعلة الحضارة الفكرية التي تؤسس بها المجتمعات وتؤثث فكرياً. وتفاءل الأتروشي وأدباء العراق كافة ممن حضروا المؤتمر أو لم يحضروا بإهداء هذه الدورة لروح القاص والكاتب والصحفي والروائي القدير الكردي العراقي (عبد المجيد لطفي) القادم من خانقين الساحرة، مشكلاً حلقة تلاقح خضراء بين الثقافتين الكردية والعربية ويكفيه وصفاً ما قاله الكاتب الموسوعي الكبير حميد المطبعي: "إن عبد المجيد لطفي فصيل من الفضائل والمزايا الحسنة".