بغداد ـ نجلاء الطائي
أكد مجلس محافظة كربلاء المقدسة عن البدء بخطوات فعلية تهدف إلى ضم عدد من آثار المدينة إلى لائحة التراث العالمي. وقال نائب رئيس المجلس علي المالكي الذي يترأس اللجنة المشكلة للمطالبة بضم آثار المدينة إلى التراث العالمي "عملنا على إجراء اللقاءات والندوات مع مختصين وباحثين وحددنا ثلاثة مواقع وهي حصن الأخيضر٬ وكنيسة القصير٬ وكهوف الإطار وتم التصويت عليها من قبل مجلس المحافظة".
وأضاف "نظمنا جولة ميدانية برفقة عددًا من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة إضافة إلى أساتذة ومختصين من الآثار ومن جامعة كربلاء والمعهد التقني٬ ونفذنا خطوات فعلية لإظهار آثارنا إلى العالم ونطالب بضرورة إدراجها على لائحة "اليونسكو".
وأشار إلى أن "أننا اليوم بين معالم أثرية مهمة تعد الواجهة التراثية للمدينة إلا أنها بحاجة إلى الدعم الدولي وموافقة اليونسكو على مشروعنا هذا لتحقيق هذا المطلب خلال الأشهر المقبلة". وأكد الحاجة إلى " دعم إعلامي وجماهيري للمطالبة بهذا المشروع المهم لإيصال هذا المطلب إلى المجتمع الدولي حتى تتحق المصلحة العامة وتكون آثار المدينة محمية دوليًا "٬ موضحا أن "واجبهم هو إعداد ملف كامل بهذا الخصوص ليكون جاهزا خلال الأشهر المتبقية٬ وحملتنا لن تكون الأولى بل ستكون هناك حملات مستمرة٬ مع مواصلة استقبال الخبراء والمختصين من السياحة والآثار إضافة لجان دولية وخبراء".
هذا وتقع كهوف الإطار على يمين الطريق المؤدي إلى عين التمر، حيث تبعد عن مركز محافظة كربلاء بمسافة تقدر بـ (45 كلم) جنوب غرب كربلاء، وهذا التكوين المركب من مجموعة الكهوف محاط بعدة وديان وواحات، ويحتل موقعًا مهمًا في الجزيرة العراقية الجنوبية العربية؛ حيث تقع بين بابل من الشرق والجزيرة من الغرب. لذلك من المحتمل جدًا أن تكون في العهود القديمة محطة مرور للأقوام القديمة الذين ينتقلون في الغرب أو الجنوب إلى جهة الشرق، كذلك من الشرق إلى المناطق الغربية والجنوبية.
الكهوف تقع في منطقة تسمى الطار، وهذه التسمية تعود إلى مواطني المنطقة ولكن إذا ما عرفنا إن كل مرتفع عن الأرض يسمى طارا. وهذه التسمية لها دلالات قرآنية وإنها ذكرت في القران الكريم (طور سينين) أي الجبل ولأن هذه المنطقة معروفة سابقا باعتبارها مناطق نهرية أو بحرية وتشكل الفيضانات جزءا من وجودها فإن لها جذر تاريخي مشتق من القرآن، ففي اللغة القديمة تعني كلمة الطور الجبل وأيضا تعني في تلك اللغة القديمة الإنقاذ.. وهذا يدلل على أن هذه المنطقة كانت زاخرة بالحياة والدليل هو وجود غرف صغيرة تبدو وكان شبابيكها ظاهرة للعيان.
وحددت بعثة يابانية تاريخية المنطقة وقد توصل البروفيسور هيدو فوجي رئيس البعثة الآثارية اليابانية في العراق ورئيس بعثة التنقيبات في كهوف الطار، ثلاثة أطوار مرت بها هذه الكهوف، الأول قبل ثلاثة عشر قرنا قبل التاريخ والثاني عصر البارثيين والثالث العصر الإسلامي، وتقول البعثة في تقريرها وهي تصف هذه الكهوف إنها تقع إلى غرب العاصمة القديمة بابل بمسافة 80كم وإن هناك ما يقارب 400 كهف في هذه المنطقة محاطة بعدة وديان وواحات وتقع بين بابل الشرق والجزيرة في الغرب.
ومن المحتمل وحسب قول البروفسور الياباني أن تكون في العهود القديمة محطة مرور للأقوام القديمة الذين ينتقلون من الجنوب أو الغرب إلى جهة الشرق أو العكس، ويعتقد فوجي أن التحليلات والفحوصات التي أجريت على صخور الكهوف دلت على إنها نحتت صناعيا من قبل الإنسان في طبقة صخور مشبعة بكاربونات الكالسيوم في حدود عام 1300 ق.م.