بغداد – نجلاء الطائي
شهدته نينوى التاريخ والأمجاد، كرنفالًا شعريًا جميلًا، صدحت فيه حناجر الشعراء بروائع الشعر وجمالية الكلمة وسحر بلاغتها، في مهرجان أبي تمام الخامس للشعر العربي، حيث احتضنت نينوى الحدباء وأم الربيعين، في شهر أبريل/نيسان الخالد، وفي منتصفه، هذه التظاهرة الثقافية الشعرية الفنية الرائعة في التنظيم والإعداد والتي استمرت لثلاثة أيام .
ونُظم مهرجان أبي تمام الخامس للشعر العربي "دورة الشاعر محمود المحروق"، تحت رعاية أسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية ورئيس تحالف القرار العراقي، الذي كان افتتح معرضًا للصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي، وأشاد بمضامين لوحاته الرائعة في التعبير عن محنة نينوى وتطلع أهلها إلى المستقبل، قبل أن يلقي كلمته في المهرجان، رحب فيها بحضور هذا الجمع الخير من نخب الثقافة والفن والشعر والإبداع، مشيرًا إلى أن نينوى هي طائر العنقاء الذي عاد يخفق بجناحيه من جديد.
ولفت النجيفي، إلى أن أهل نينوى وبعد أن تعذر عليهم استقبال ضيوفهم في أماكن تليق بهم، بسبب حجم الدمار والخراب الذي أصاب بنيتها ومعالمها التاريخية، فإنهم سيتسقبلون ضيوف المهرجان بقلوبهم، معبرًا عن شكره وتقديره لهذه النخب المبدعة التي شاركت في هذا الكرنفال الجميل والعرس الشعري الرائع بمهرجان أبي تمام.
كان حضور الأمين العام للأدباء والكتاب العراقيين الشاعر الكبير إبراهيم الخياط والكلمة الرائعة التي ألقاها في المهرجان وقصيدة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري التي تغنى بها عام 1980 بحق نينوى أم الربيعين وإلقائها من قبله في المهرجان، وأشادته بشاعر نينوى محمود المحروق، ومكانة الشاعر الإبداعية الكبيرة، مناسبة لإظهار أهمية محافظة نينوى عبر التاريخ وما تحظى به من مكانة، مشيرًا إلى أن انعقاد هذا المهرجان الكبير في هذا التوقيت الذي يحمل أكثر من رسالة، كما كان لحضور وزير الثقافة الأسبق مفيد الجزائري وأدباء مثقفين عراقيين وعرب كبارًا له طعم خاص لدى أهل نينوى الذين احتفوا بضيوفهم بما يليق بهم.
كما يذكرني الشاعر الكبير الراحل نزار قباني حين صدح يناشد أبا تمام بمهرجان شعري حضره في نينوى قبل أعوام، وهو يغرد "تحية لنينوى الشموخ والعطاء احتضانها هذا المهرجان الشعري الكبير. وقد أحيت ذكرى شاعرها ومبدع كلمتها أبا تمام الذي قال عنه شعراء العرب الكثير ونهلوا من بلاغته ما يعد مفخرة لكل طامع إلى العلا أو ركوب سلالم المجد، وأنت يا أبا تمام، ها قد عدت من جديد .. وقد أبت نينوى الشموخ والكبرياء، إلا أن تصدح حناجر شعرائها بهيبتك وجلالك أيها الشاعر الكبير. وها أنت تعانق سماء المجد العراقي في أبهى صوره، في مهرجان تم الإعداد له في ظروف قاسية، لكنه أثبت نجاحًا منقطع النظير".
وأضاف النجيفي "شكرًا لكل الجهود الخيرة التي أعدت لهذا المهرجان والتظاهرة الكرنفالية حيث امتزج الفن مع الشعر، لرسم معالم الجمال والإبداع الشعري، والتنظيم الرائع الذي ظهر به، ونال تقدير الجميع، وأدت إلى كل تلك النجاحات الكبيرة التي حققها المهرجان، والرسالة البليغة التي تركها في نفوس أبناء نينوى، في ظرفهم العصيب، وهم يرون أن تألق مدينتهم قد عاد في عرسها البهي، بمهرجان أبي تمام، شاعر البطولة والأصالة والأمجاد وسحر البيان والبلاغة في أسمى معانيها".