بغداد – نجلاء الطائي
أعلن وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي أن كل من فرنسا وإيطاليا تعكفان على تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، من المتوقع إقراره خلال الأيام القليلة المقبلة حول حماية الاثار في مناطق الحرب، عن أن اجتماع الدول المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي العالمي تمخض عن جمع 75 مليون دولار، فيما تعهدت دول أخرى بالمساهمة في الصندوق بأقرب وقت. وأضاف أن مشروع القرار، الذي تمخض عن اجتماع المانحين، هذا يعتبر من أهم المشاريع اذا ما تم التصويت عليه، فانه سيكون قراراً ملزما للجميع، سيما انه سيتضمن خطوات عملية لحماية الاثار ومنع الاتجار به وتنظيم اقتنائها.
ويأتي مشروع القرار تتويجاً لجهود وزير الثقافة فرياد رواندزي التي بذلها على الصعيد الدولي، خلال العام الماضي والربع الأول من هذا العام، فيما يخص اعادة تأهيل وصيانة الآثار العراقية التي تعرضت للتدمير والنهب على أيدي عصابات "داعش". ونجح مؤتمر المانحين الذي استمر يومين في تعبئة المجتمع الدولي، من أجل تمويل عمليات التدخل العاجل والسريع للآثار المهددة بفعل النزاعات المسلحة، والمخاطر باختلاف أنواعها، ومكافحة الإتجار غير المشروع بالآثار، إضافة إلى ترميم الممتلكات التراثية والثقافية التي تعرضت للتلف.
بالمقابل أشاد وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي جان مارك إيرولت بكلمة وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي التي ألقاها في افتتاح اجتماع الدول المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي. جاء ذلك، في لقاء بين الوزيرين على هامش اجتماع الدول المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي، وقال ايرولت إن كلمة العراق تعد خارطة طريق واضحة لإعادة تأهيل المناطق الأثرية لما بعد "داعش". وأكد أن السياسة الفرنسية ثابتة ومستدامة في هذا المجال لدعم العراق في إعادة بناء وتأهيل المناطق الأثرية.
يُذكر أن هذه المبادرة أطلقت عليه مبادرة (الف) تعبيراً عن أنها بداية لمشوار طويل في هذا المجال. وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي ألقى كلمة العراق في افتتاح المؤتمر، بعد كلمة الرئيس أولاند، قدم فيها تفاصيل وافية عن حجم الدمار الذي طال الآثار العراقية في المدن التي وقعت في قبضة تنظيم "داعش". وأوضح رواندزي في كلمته المراحل الثلاث لخطة العراق لإعادة تأهيل متاحفه وترميم وصيانة مواقعه الأثرية، داعياً المجتمع الدولي إلى القيام بواجبه في مساعدة العراق في هذا المجال. وجدد دعوته للدول الصديقة وخاصة دول الجوار إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2199 الصادر عام 2015 للحد من تسريب الآثار العراقية إلى الخارج وإعادة المسروق منها إلى موطنها الأصلي.
وطالب المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) بإطلاق قائمة حمراء خاصة بآثار المناطق المحتلة من تنظيم "داعش"، مهيباً بجميع الدول بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2199 الصادر عام 2015 للحد من تسريب الآثار العراقية إلى الخارج وإعادة المسروق منها إلى موطنها الأصلي. بدوره كشف رواندزي عن أن اجتماع الدول المانحة للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي العالمي تمخض عن جمع 75 مليون دولار، فيما تعهدت دول أخرى بالمساهمة في الصندوق بأقرب وقت.
وبحسب رواندزي، فان وزيرة الثقافة الفرنسية اودري اوزلي توقعت أن يتجاوز المبلغ ١٠٠٠ مليون، وهو السقف الذي وضعه المعنيين للوصول إليه. وفصّل الوزير مشاركات الدول المانحة بالقول: فرنسا٣٠، المملكة العربية السعودية٢٠، الإمارات ١٥، الكويت ٥، لوكسمبورغ 3.5, المغرب 1.5, وشركة خاصة ١ مليون دولار، مشيراً إلى تعهد كل من بريطانيا، أميركا الصين، ألمانيا، كوريا، اليابان وغيرها من الدول بالمساهمة في الصندوق، بأقرب وقت.
المعروف أن هذه المبادرة جاءت من خلال فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة حيث تبناها شخصيا كل من فرانسوا أولاند والشيخ محمد بن زايد وأدارها كل من جاك لامد رئيس المعهد العربي في باريس، الذي خدم وزيراً للثقافة الفرنسية في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران لفترة طويلة والشيخ المبارك رئيس المجلس الأعلى للسياحة في الإمارات.
وكان مؤتمر المانحين قد عقد اجتماعاته على مدى يومي 20 و21/اذار في مبنى متحف اللوفر، برعاية الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وحضور وزير الثقافة فرياد رواندزي ومشاركة ممثلي 30 دولة تتقدمهم دولة الإمارات العربية المتحدة، أحد أركان المبادرة الأساسية.