بغداد – نجلاء الطائي
صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة ضمن سلسلة نقد كتاب "عقدة اللون في شعر عنترة وسحيم"، والكتاب يقع في 247 صفحة من القطع المتوسط، وتضمن 3 فصول، كانت سمة الفصل الأول بـ (التسمية المباشرة والتعبير عن العقدة) تشعب على مبحثين جاء الأول بعنوان (التسمية المباشرة للون الأسود) جاء فيه أن اللون الأسود بما فيه من قوة راكزه في فعله في النفس وقدرة نافذة في الروح واستطاعة راسخة في سباقاته المختلفة التي ورد فيها ذكره ومقاماته المتنوعة تجعله عنصراً فاعلاً في تجربة الشاعر فتنصهر فيه جميع الدلالات الحقيقية والمجازية.
وجاء المبحث الثاني بعنوان (التغيير عن العقدة باللون المضاد (الأبيض)) كان فيه إن اللون الأبيض هو اللون المغاير للون الأسود الذي عبر به الشاعران ـ عنترة وسحيم ـ عن عقدتهما الأساسية، وهي (اللون الأسود) ولهذا الأمر أسبابه إذ إن السبب الرئيس لذي جعل الشاعرين يعبران به هو إنهما أرادا الاختباء خلفه من اجل التغطية على لونهما الأسود أو الهاء نفسيهما قليلاً عن عقدتهما، أما الفصل الثاني فقد وسمته بـ (بروز الأنا والأخر لدى لشاعرين) وتشعب في شعبتين (مبحثين) كانت لكل مبحث (شعبة) سمة فالأول وُسم بـ (بروز الأنا لدى الشاعرين) كان فيها إن انماز شعر الشاعرين ببروز الـ (أنا) بروزا واضحا يكاد يهيمن على جميع شعريهما، ولكنه برز بوضوح لدى عنترة أكثر منه لدى سحيم، لمن يقرأ شعريهما ولعل ذلك متأت من شعور عنترة بقوته البدنية المتفوقة عن إخوانه العبيد أو على اقرأنه من شباب القبيلة ولكنه يشعر بسطوة عقدة اللون الأسود أكثر إذ إنها الدافع الأساسي لكل ما فعله في حياته وكذلك الحال عند سحيم فعقدته من اللون الأسود هي التي دفعته إلى أن يريد التفوق على المجتمع بإقامة علاقات متدنية غير شرعية مع نسائهم إذ انه ليس لديه بدن قوي كعنترة فلجأ إلى سلوك هذا الطريق لإثبات تفوقه.
ووُسم الآخر بـ (بروز الأخر لدى الشاعرين) كان فيها الأخر عند شاعرينا له خصوصية تميزه عن الأخر في شعر الآخرين المعاصرين لهما وذلك عائد إلى شخصيتهما لما فيهما من اختلاف عن كثير من الشعراء من حيث عقدة اللون الأسود التي تميزه عن غيرهما، أو من حيث الأمور النفسية الأخرى، أما الفصل الثالث فقد وسم بـ (اثر عقدة اللون الأسود في تكوين الصورة ورسمها) وكذلك جعلته في مبحثين جاء الأول بوسم (اثر العقدة في تكوين الصورة الحسية) كان فيه إن الشاعرين في تكوينهما لصورهما كانا يريدان الظهور في هذا الصورة ولا يريدان الاختفاء ولكنهما يريدان إخفاء اللون الأسود وإبراز آلوان أخرى في صورهما إذ كانت (الغائية) مخبوءة في ما يرسمان من صور، وجاء الأخر بعنوان (اثر العقدة في رسم الصورة التخييلية)، كان فيه إن الواقع الذي وقعت عليه عيونهما تخيلا باعتمادهما على اتساع مخيلتيهما وكيفية إيصال المفهومات، والأفكار المراد صبها في القوالب الشعرية بوساطة عملية إبداعية مؤثرة في المتلقي إن للخيال تأثيرا توليدياً في الصور الحسية التي يتسلمها الدماغ، وأردفت هذه الفصول بخاتمة تضمنت جل النتائج التي تمخض عنها الجهد المبذول ومن بعد دونت عناوين المصادر والمراجع.