رام الله - العرب اليوم
افتُتح في قاعة المركز الثقافي الفرنسي الألماني في رام الله، معرض "فلسطين في الزمن الجميل" للمصور الفلسطيني الراحل خليل رعد بذاكرة زائريه لأكثر من مئة عام عبر صور باللونين الأبيض والأسود لجوانب من الحياة في أماكن مختلفة من فلسطين التاريخية من خلال 75 صورة يمكن وصفها بأنها لوحات فنية رسمتها ريشة فنان، وفق ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.
واختيرت صور المعرض من مجموعة كبيرة تزيد عن 3000 صورة التقطها رعد الذي أنشأ في سنة 1890 استوديو خاصا به في شارع يافا، قبالة استوديو معلمه السابق المصور الأرمني جرابيد كريكوريان.
وأصبح الجزء الأكبر من أعمال رعد الذي استمر بمسيرته كمصور حتى وفاته سنة 1957، تاركا إرثا فوتوغرافيا هاما وجميلا، في عهدة أرشيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ويُنظر إليها على أنها توثيق لمراحل تاريخية عاشتها فلسطين خلال فترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني.
أقرأ أيضا :
27 مؤلفًا ومؤلفة يوقعون على إصداراتهم في معرض الرياض الدولي للكتاب
ويأخذ المعرض زائريه إلى ذلك الزمن الذي كانت ترسو فيه السفن في ميناء يافا إلى عمال يقطفون برتقالها الذي اشتهرت به إضافة إلى صور لأفراد من الجيش العثماني وأخرى للانتداب البريطاني وأخرى لمواسم دينية في القدس. ومن بين الصور التي التقطها رعد زيارة الامبرطور الألماني وليم الثاني للقدس عام 1898.
وينتقل زائر المعرض بين صور لبحيرة طبريا يرصد رعد خلالها عائلة تبحر في قارب وسط مياهها وأخرى لرجل يقف على ضفاف نهر الأردن قبل الانتقال إلى مدينة القدس ويقدم لنا منظرا عاما لها على ما كانت عليه عام 1933 ويذهب بنا بعد ذلك إلى مدينة بيت لحم.
وترصد عدسة رعد الزي الفلسطيني من خلال صور شخصية لرجال ونساء وأطفال في مطلع القرن العشرين في أماكن مختلفة من فلسطين.
ويأتي هذا المعرض الذي من المقرر أن يستمر حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري ضمن فعاليات مهرجان الصورة الثاني الذي تنظمه (مؤسسة شغف) بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية وبدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية.
ويرى وزير الثقافة الفلسطيني، إيهاب بسيسو أن المعرض "مسيرة تكتمل ملامحها من خلال حمل الذاكرة إلى الحاضر والمستقبل من أجل التنويع على ثقافة الصورة، فنحن نستند إلى إرث وحالة ثقافية عبرت عنها عدسة خليل رعد، وكريمة عبود، والعديد من الشخصيات".
وبيّن بسيسو أن "الصور التي يضمها هذا المعرض هي الدليل المادي بين أيدينا اليوم على أن فلسطين كانت تضج بكافة أشكال الحياة، وهذا يناقض تماما رواية الاستعمار التي حاول من خلالها شطب الوجود الفلسطيني عن هذه الأرض، فأطلق مقولته المزيفة ’أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض".
وقال "إن إطلاق هذا المعرض والمهرجان يأتي بالتزامن مع احتفاء فلسطين بالقدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، وأيضا عاصمة دائمة للثقافة العربية والإسلامية، فنحن نحتفي اليوم بأحد أبنائها المبدعين الذين ساهموا في نهضة المدينة المقدسة وحفظ إرثها وتراثها".
وقد يهمك أيضاً :
احتفال بتوقيع ديوان شعر "صرخة الأقصى" للشاعر صبيحات
أثريون يعثرون على مومياء يصل عمرها إلى 1500 عام