بغداد – نجلاء الطائي
أكد وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي على أهمية تطوير العلاقات بين العراق وأندونيسيا على الأصعدة كافة، خصوصا الثقافية والسياحية وفي مجال الآثار متمنيا لهذه العلاقات أن تتطور تتوسع نحو الأفضل. جاء ذلك خلال استقباله للسفير الأندونيسي بان بانغ أنتاريكسو ومساعد السفير جينيف سورياني ومدير القسم الثقافي والاعلامي راهاديان سوريا في مكتبه الرسمي في بغداد 18كانون الاول/ديسمبر 2017.
وأكد رواندزي على الاستعداد لتوقيع أي بروتوكول جديد بين البلدين وإمكان إعداد ورقة بروتوكول للتعاون الثقافي ليطلع عليها الجانبين وتتم دراستها، وفي حالة التوصل إلى صيغة مشتركة يمكن توقيع البروتوكول بين مسؤولي البلدين من اجل الدخول إلى الجانب القانوني للعمل المشترك خصوصا في جوانب الثقافة والسياحة والآثار. وأشار الوزير لحين إعداد هذه الورقة وتوقيعها يمكن إقامة الفعاليات الثقافية والفنية المشتركة بين البلدين في المسرح والتشكيل والموسيقى والكتاب وغيرها من الفنون والمجالات الثقافية، وأن عدم وجود بروتوكول لا يمنع من إقامة هذه الفعاليات، ولكن بالتأكيد وجود بروتوكول للتعاون سيعمق ويطور العلاقات الثقافية والسياحية بين بغداد وجاكارتا.
وفي إشارة إلى الجانب السياحي وتطويره بين البلدين أكد وزير الثقافة الاستعداد التام لتقديم التسهيلات كافة امام السواح الأندونيسيين خصوصا هنالك إقبال على السياحة الدينية لزيارة المراقد المقدسة مشيرا إلى وجود بعض القرارات الجديدة يمكن أن تتخذ لتسهيل دخول أفواج السياح الأندونيسيين إلى العراق كما اشار إلى إمكان توقيع بروتوكول للتعاون السياحي أيضا بين البلدين.
وفي معرض حديثه عن السياحة بيَّن الوزير أن العراق دولة مصدرة أيضا للسياحة فكثير من العراقيين يزورون سنويا بلدان متعددة كأيران ولبنان واذربيجان وتونس وتايلاند والفلبين، وهم يرغبون بزيارة أندونيسيا لأنها من أكبر البلدان الاسلامية ولذلك فإن الكثير من الدول ترغب بفتح آفاق التعاون السياحي المتبادل. كما أكد رواندزي على دعمه لأي طرح من الجانب الأندونيسي يمكن أن يسهم في تطوير العلاقات خصوصا أن الأرضية مواتية لتطوير هذه العلاقات بين البلدين.
كما أشار الوزير إلى أن العراق سيدعم أندونيسيا في المحافل الدولية وهنالك ضرورة للتعاون بين العراق وأندونيسيا في هذه المحافل.
واستعرض الوزير ما تعرضت له الآثار العراقية من تدمير وتخريب وسرقة بعد 2003 حيث بلغت عدد القطع المفقودة 15 الف قطعة تمت إعادة 5 الاف منها والبقية إلى الآن لم يتم التعرف عليها، ولكن هنالك جهود حثيثة ومستمرة في محاولة للعثور عليها وتمنى أن يتم التعاون بين البلدين أيضا في مجال الآثار وفي المحافل الدولية من أجل تغيير بعض القوانين التي تعيق إعادة الآثار غير المسجلة، حيث أن اتفاقية جنيف لسنة 1970 تبيح وتسمح الإتجار بالقطع غير المسجلة من قبل الصالونات والأشخاص والمنظمات، ومن هذا المنطلق نرى ضرورة التعاون بشكل أكبر لمنع الإتجار بهذه الآثار المسروقة.
من جانبه عبر السفير الأندونيسي عن سعادته لهذا اللقاء من أجل التباحث في أفاق التعاون الثقافي والسياحي بين البلدين وقدم شكره على دعم العراق لأندونيسيا في المجلس التنفيذي لليونسكو الذي عقد في باريس. وأكد السفير أن هنالك فرص كبيرة لتحسين العلاقات بين البلدين وتطلع أندونيسيا للتعاون في مجالات الآثار والثقافة وتوسيعها وهنالك مشتركات كثيرة يمكن أن تكون أساسا لهذه العلاقات، مشيرا إلى الرغبة في توقيع بروتوكول للتعاون بين البلدين سواء في السياحة أو الثقافة وإمكانية اعادة صياغة وتطوير البروتوكول السابق وكذلك تفعيل عمل اللجنة المشتركة .
وأشار السفير إلى الرغبة في تبادل واقامة الفعاليات الفنية والثقافية المشتركة وكذلك تنشيط التعاون السياحي، وأوضح إمكان إقامة برامج للتدريب في الجوانب المختلفة واستفادة الموظفين والكوادر العراقية من هذه البرامج وهي برامج مفتوحة وواسعة. كما تحدث السفير عن نية أحد المخرجين الأندونيسيين لإخراج فيلم عن الآثار العراقية وتقديم التسهيلات الممكنة لإنتاجه. من جانبة أكد الوزير إمكان تقديم كافة التسهيلات الممكنة لهذا بالتنسيق مع الدوائر المعنية. وفي ختام اللقاء الذي حضره مدير إعلام الوزارة والمتحدث الرسمي للوزارة عمران العبيدي قدم السفير شكره وتقديره لهذا اللقاء المثمر.