الرياض - العرب اليوم
هللت المدينة لوصول الرسول من طريق الموت الذي حامت بشأنه الكثير من الأساطير اليهودية والوثنية، وكان أغربها أنه من يمّر به عليه أن ينهق كالحمار أو يموت.
تعتبر ثنية الوداع من المواقع التاريخية المهمة في التاريخ الإسلامي، وهي تقع على مدخل المدينة المنورة، يثرب قبل الرسالة المحمدية والتي عندها تبدأ اللحظة التاريخية لهجرة النبي منذ 1440 عام.
وارتبط هذا الموقع التاريخي في العقل الإسلامي بأبيات شعرية أنشدها أهل المدينة بمجرّد رؤيتهم رسول الله بأبيات شعرية ما زالت تتداول حتى الآن:
طــلــع الـبـــدر عـليــنا مـن ثنيـات الوداع
وجـب الشـكـر عـلـيـنا مــــا دعــــا لله داع
أيهـا المـبعـوث فـيـنا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً يـا خير داع
وتقع الثنية الشمالية قرب رابية محدودة الحجم، حيث أقيم مسجد صغير بالقرب منها، ثم أزيل المسجد لاحقًا وأزيلت الرابية أيضًا بعد تنفيذ مشروع جديد للطرقات في المنطقة.
أسطورة بين العرب
وتكون الثنية الجنوبية التي أشيع عنها الكثير من الأساطير عند العرب في العصر الجاهلي قبل الإسلام، حيث انتشرت أسطورة على لسان عبّاد الأوثان واليهود، وتقول هذه الأسطورة إن كل من يدخل يثرب "المدينة المنورة" من هذه الثنية عليه أن يتوقف عندها ثم ينهق كالحمار، وإن لم يفعل أصابته الحمى، وربّما أودت بحياته.
وأُبطلت هذه الأسطورة من قبل الشاعر العربي الجاهلي المعروف باسم عروة بن الورد، الذي دخل المدينة من دون أن ينهق فلم يحدث له شيء، فانتهت بهذه الحادثة الأسطورة الكبيرة وبقي الكثير من الأساطير الأخرى بشأن هذه الثنية .
وعرف عن هذا المكان في الجاهلية أنه كان وكرًا للفساد وتدبيرًا للمؤامرات من قبل اليهود وشرب الخمر، وكان مكانًا لقطّاع الطرق واللصوص، وانتشرت أسطورة "أن الذي يمر منه عليه أن يودع الحياة"، وكان الأوس والخزرج يخافون من الاقتراب منه، حيث أشاع اليهود أنه من يقترب من هذا الطريق ﻻ يرجع.
وكان الصحابة ينتظرون الرسول في الطرق الرئيسية ليثرب "المدينة المنور"، ولم يخطُر ببالهم أن النبي يسلك طريق ثنية الوداع، ولكن الله أمر الناقة القصواء بسلوك طريق ثنية الوداع، حيث قال الرسول لكل من يقترب من الناقة دعوها فإنها مأمورة، ليثبت كذب اليهود وافتراءات المشركين، ويبدد خوف الأوس والخزرج، وأنه صلى الله عليه وسلم جاء بالدين الحق الذي يقضي على الخزعبلات والخرافات.
وفوجئ أهل المدينة المنورة بخروجه صلى الله عليه وسلم من ثنية الوداع فاستقبلوه قائلين النشيد الشهير الذي يردده المسلمون عبر التاريخ في كل احتفال بالهجرة النبوية الشريفة.