القاهرة – وفاء لطفي
سؤال من كلمات بسيطة، يعتقد البعض أنها خطيئة، ويعتقد البعض الأخر أنه حدث لا "وزر" عليه، يتردد في أذهان الجميع، بمجرد حلول شهر رمضان الكريم، وحتى انتهائه، وهو "ما هو الحكم الشرعي فيمن أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان؟"، "هل يكمل الصائم صومه أم يفطر؟"، "أم يستكمل صومه في قضاء كفارة عليه والتصدق للفقراء والمساكين على هذا النسيان؟".
يوضح الشيخ جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف، لـ"العرب اليوم"، أنه إذا رأى أحدهم صائمًا يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسيًا، ، فإنه يجب عليه أن يُذكّره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، حين سها في صلاته: "فإذا نسيت فذكروني"، موضحا أن الإنسان الناسي معذور لنسيانه. وشدد على أنه يتوجب في هذه الحالة أن يمتنع الصائم عن الأكل فورًا، ولا يجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه، بل لو كان في فمه ماء، أو شيء من طعام فإنه يجب عليه أن يلفظه، ولا يجوز له ابتلاعه بعد أن ذكر أنه صائم.
وأكد طايع أن المُفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاث حالات وهي: "إذا كان ناسياً، وإذا كان جاهلاً، وإذا كان غير قاصد".
وعن حكم من يأكل أويشرب في نهار رمضان عمدًا، قال الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، في تصريحات لـ"مصر اليوم": "بالنسبة لهذه المسألة وهي من أكل أو شرب عامداً فإنه قطعاً قد خالف الأمر، والأمر هو قول الله تعالى "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل"، موضحًا أن من تعمد الأكل أو الشرب في نهار رمضان فقد خالف هذا الأمر، ومخالفة الأمر تقتضي ما يترتب عليه، وما يترتب عليه هو المذكور في الإفطار في الآية السابقة في قوله "فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر"، مؤكدًا أن عدة من أيام أخر مقتضية لأن كل من أفطر في نهار رمضان وجب عليه قضاؤه، ومحل هذا إن كان تعمده ليس شكًا في وجوب الصيام.
وفي السياق ذاته، قال الشيخ محمد عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف السابق، لـ"العرب اليوم"، إنه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن أكل ناسيًا وهو صائمٌ فليُتمَّ صومَه، فإِنما أطعمه الله وسقاه"، وأشار إلى أن هناك حديث أخر، يقول: "مَنْ أَفْطَرَ في شهر رمضان ناسيًا فلا قضاءَ عَلَيْهِ ولا كفارة"، بمعنى أنه لا يتوجب عليه الكفارة، أي التصدق أو الصوم يوم أخر بديل.