بغداد – نجلاء الطائي
أعلن غانم حميد ، مدير عام دائرة السينما والمسرح ، خلال احتفالية الدائرة بمناسبة يوم المسرح العالمي عن تأسيس أكبر شركة إنتاجية تلفزيونية ومسرحية وموسيقية عبر المركز الإستراتيجي للأعلام والتابع لحزب المؤتمر الوطني العراقي.
وأثنى حميد على دور أراس حبيب بدعم الفن والفنانين وسط غياب حكومي واضح عن دعم هذه الشريحة ، وقرأ خلال كلمته التي ألقاها نص الكلام الذي وجهه أراس لشريحة الفنانين ، قائلًا "إن لم يكن هناك من يدعمكم فأنا داعمكم في تأسيس هذه الشركة عبر نتاجات عراقية وعربية عالية المستوى".
وأعرب حميد عن شكره للفنانين لتأسيس هذه الشركة ، مضيفًا "أنها ستحقق طموح الفنانين من خلال نتاجات تلفزيونية ومسرحية مهمة تعيد الرونق للفن العراقي" ، فيما تشهد شركات الانتاج الفني غياب كبير ، حيث يخلو العراق من أي دار عرض حقيقية تمتلك تقنيات عرض الفيلم واستضافة الجمهور والمشاهدين، وهو ما بدوره يعني غياب شباك التذاكر، والذي تخشاه شركات الإنتاج لأنه المتسبب الأول في إعادة ريع الأفلام المعروضة.
وبين أسباب غياب شركات الانتاج الفني والسينمائي في العراق، وغياب شباك التذاكر وصالات العرض السينمائي هنالك أسباب كثيرة وأيادِ خفية يكشفها عدد من المختصين في هذا المجال، من بينهم مدير مؤسسة الفيلم المستقل لإنتاج الافلام السينمائية القصيرة منها والطويلة عطية الدراجي الذي أردف "عادة شركات الإنتاج السينمائي تُعرب بالشركات الجبانة وهذا يعني أنها تريد دائمًا الاستفادة من ريع الفيلم الذي ستعمل على إنتاجه، لتعوض كل ما صرفته للفيلم إضافة إلى أرباح".
وأضاف الدراجي "غياب شركة الإنتاج يعود إلى أسباب منها غياب صالات العرض وهذا بدوره يعني غياب شباك التذاكر الذي يستقطب الجمهور المشاهد والذي يجمع الأرباح الخاصة بعرض الفيلم، وهنا سنلاحظ أمر مهم أن صالات العرض مُتأثرة وبشكل رئيسي بالوضع الأمني في البلاد ، فالبلد الذي يعاني من وضع أمني متردي سيعاني كثيرًا بسبب القلق والخشية المستمرة من التجمعات، فخوفنا من تفجير صالات العرض هذا يعد واحدة من الأسباب التي أدت إلى غياب صالات العرض وبدورها خشية شركات الإنتاج من دعم الأفلام السينمائية العراقية".
ولفت الدراجي إلى أن الحكومة العراقية هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن هذا الغياب ، قائلًا "علينا أن نعمل صندوق لدعم السينما وهذا صندوق مالي مدعوم من قبل الحكومة العراقية لتنشيط واقع السينما في العراق وإنتاج عدد من الأفلام السينمائية لكن الحكومة العراقية لم تبادر بذلك حتى الآن".
في نفس السياق أوضح المخرج والمنفذ علي الجابري أنه لا وجود لمنفذين في العراق ، لأن المخرج يقوم بالأعمال السينمائية لغرض تجنب الصرفيات الزائدة ، ومن أهم أسباب غياب شركات الإنتاج السينمائي في العراق عمومًا هو عدم وجود جدوى ‘نتاجية وربحيه من الخوض في مثل هكذا تجارب لأن البنى التحتية اللازمة لتأسيس صناعة سينما حقيقية غير متوفرة مثل دور العرض ونشر الوعي السينمائي اجتماعيًا والتركيز على أهمية ذلك في تغيير مفاهيم وقيم مجتمعية عن طريق السينما".
ولفت الجابري إلى وجود أسباب وقفت عائقًا دون إنتاج فيلم سينمائي منها عدم وجود التمويل الكافي لهذه المشاريع وفوق ذلك التذبذب الكبير في الوضع الأمني والسياسي الذي ألقى بضلاله على هذه الصناعة ، لذا اكتفى الجمهور بدور العرض الصغيرة الموجودة في المولات ومراكز التسوق لأنها تكون مؤمنة بشكل جيد لكنها لا تفي بالغرض ولا يمكن أن نقول عنها نهضة سينمائية.
وأكد الجابري أن هنالك أسباب إضافية تؤدي لغياب السينما في العراق ، غير دور العرض وشركات الإنتاج والوضع الأمني ، فنحن نفتقر لمعدات وتقنيات خلق سينما عراقية ورغم ذلك لدينا الكثير من التجارب الفردية التي حازت على الجوائز الدولية والعربية والمحلية لأفلام سينمائية قصيرة لمخرجين شباب.