الإسكندرية - محمد عمار
تتميز منطقة سيدي المرسي أبو العباس بموقعها المتميز في محافظة الأسكندرية؛ فتقع بجوار حي بحري وتطل على البحر المتوسط، وتقابلها قلعة قايتباي، وطوال أيام السنة يأتي إليها الزائرون من كل الدنيا.
مقام سيدي المرسي
قال الحاج حسن بائع فول يمكث بعربة المأكولات منذ 20 عاما: هناك زائرون يأتون من كل الجنسيات من فلسطين والمغرب والأردن للتبرك بزيارة مقام سيدي المرسي أبو العباس ومسجد الإمام البوصيري الملاصق له، مشيرا إلى أن بداية العمل في المنطقة يكون بعد أذان الظهر من كل يوم ؛ ويُفتح المسجدان لاستقبال الزائرين، وكل المحلات تعمل مع فتحهما، وتتسم المنطقة بمطاعم السمك ومحلات السبح والبخور والمكتبات الإسلامية. وأضاف: وقت المغرب ساعة الزروة في هذا المكان، فيكتب كثير من كتابة عقود القران يوميا في دار مناسبات مسجد المرسي، ويكون الرزق وفيرا في هذه الساعة.
وحول المقام أوضح الحاج حسن أن مسجد سيدي المرسي من أقدم مساجد مصر وهو ولي من أولياء الله الصالحين، والكل يتبارك به ولا أحد يأتي لزيارته إلا ويكون زائرا لمسجد الإمام البوصيري الذي اشتهر بقصيدة "نهج البردة" التي كتبها في حب رسول الله، وللإمام البوصيري قصة معروفة للجميع وهو أن رسول الله جاء إليه في المنام ليكمل له أحد أبيات هذه القصيدة فاكتسب المكان شهرة عالمية واسعة بعد انتشار هذه الرواية منذ بداية القرن الماضي من خلال أحد علماء الأزهر حينها.
الدعوة المستجابة
وفي خلال زيارتنا قابلنا محمد بوحجي مواطن سوداني وقال: إنه يأتي كل عام لزيارة هذه المنطقة لأن الدعوة مستجابة في رحاب الإمام البوصيري، موضحا أنه كان يمر بأزمة مالية كبيرة وكان مهددا بالإفلاس لكنه أتى داعيا ولبى الله دعاءه، وأشار إلى أن كل الأمور بأمر الله ولكن هناك صالحون خصهم الله تعالى برضاه عليهم. وعن هذا الأمر قال الباحث بجامعة الإسكندرية في التاريخ الإسلامي الدكتور محمد رفعت عبد العزيز إن التقرب إلى الله بزيارة أحد أضرحة الصالحين شيء عادي، وبصفتنا راشدون ننبه الزائرين دائما بعدم التقرب من الله بشكل خاطئ؛ فالدعوة وقراءة الفاتحة من السلوكيات المحبوبة عند الله تعالى؛ قال تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون صدق الله العظيم ".
رائحة العنبر في المكان
وعن القصص النادرة التي حدثت لسيدي المرسي وكتبها المأرخون أنه دعا لله مع أستاذه ومعلمه الإمام أبو الحسن الشاذلي أن يموتا في أرض مصر وجاء إلى الإسكندرية وجلس بها نحو 45 سنة حتى توفاه الله وكان يدعو الناس للتقرب إلى الله بقراءة القرآن والصلاة والتسابيح. ويقول الصحافي في مجلة "إسكندرية كمان وكمان" محمد مبارك إنه قابل ذات مرة رجلا من أندونسيا وقال له إنه رأي مناما و سمع اسمه ينادى من داخل مسجد المرسي أبو العباس؛ فقرر أن يأتي للزيارة. وأشار محمد أن ما يميز هذا المكان أن رائحة العنبر تجدها عند بداية لمس قدمك لهذه المنطقة وهذه من علاماتها المميزة .
وعن المكان تحدثت الحاجة فاطمة التي تجلس في الممر المؤدي إلى مقام سيدي المرسي: أبيع السبح وبعض كتب الأوردة الصباحية والمسائية إلى جانب عددا من الصور الورقية لكل أضرحة مصر منذ 50 سنة، وكان عندي وقتها 10 سنوات، وعن قصة حدثت لها أثناء عملها أشارت إلى أن هناك سائحة روسية جاءت تطلب سبحة زرقاء تحميها من الحسد وظلت تبحث لها عنها حتى وجدتها بعد يومين وأتت إليها هذه السيدة وأعطتها عقدا من اللؤلؤ مكافأة لها، لكنها رفضت رفضا تاما هذه الهدية ولم تأخذ منها سوى 10 جنيهات هي ثمن هذه السبحة، وأشارت إلى أن هناك الكثيرين من البشر متعَبون وكل منهم يبحث عن الخير داخله، والبحث عن الخير ممكن أن يظهر في إحدى زيارات أضرحة أولياء الله الصالحين،
موضحة أن عند مدخل مسجد المرسي يجد الزائر نسبه مكتوبا في لوحة كبيرة للتعريف به وهو الأمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي البلنسي يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري (رضي الله عنه) سيد الخزرج.