الإسكندرية - محمد المصري
لجأ 20 راقصًا وراقصة من جنسيات مختلفة، إلى لفت أنظار المواطنين في شوارع الإسكندرية العامة القديمة، بممارسة الرقص الصامت والحركات الثابتة من دون إذاعة أنغام أو موسيقى، في مشهد غريب وغير معتاد على الشارع المصري. وحركات المهاجرون والرحالة من داخل مصر وخارجها أمام أعين المصريين في مشهد أشبه بالاستفزاز الذي لجأ إليه هؤلاء لمعرفة ردود فعل المواطنين على ما يقدمونه، أثار حفيظة المارة الذين تجمعوا بمحيطهم، فالبعض منهم استقبل ما يفعلوه بالابتسامة والبعض الأخر بالاستغراب وأخرون بالاستهجان، ولكن كان السؤال الأوحد على ألسنة الحاضرين "ما هذا، ومن هؤلاء .. ؟ ".
"نسيم الرقص" هكذا كان رد أحد أعضاء الفريق علي سؤال أحد الشباب السكندري، والذي حاول التضييق على ما يفعله الفريق، أثناء تقديم عرضهم لليوم الأول في السادسة مساء يوم 6 مايو/أيار على طريق كورنيش البحر في منطقة محطة الرمل العريقة وسط الإسكندرية. ورد فعل عضو الفريق على الشاب جعل العشرات من المتواجدين بالالتفاف حوله ومطالبته بعدما التضييق عليهم والاستماع لوجهة نظر العضو، الذي أكد لهم أنهم مجموعة من الشباب هدفهم هو تعريفهم بهذا الفن، الذي ظل محصور في الأماكن المغلقة أو الأوبرا إلى الشارع، لتفاعل وتشجيع المواطنين معه ونشر ثقافة التعامل مع هذا الفن.
وبدأ المهرجان دورته السابعة يوم 4 وانتهي يوم 12 مايو/أيار الماضي، تزامنًا مع احتفال المصريين مع أعياد الربيع وشم النسيم، وقدم في اليوم الأول له من أمام سينما أمير بوسط الإسكندرية عرض "هبوط جامح" لمصمم الرقص والراقص أوليفيه دوبوا الذي يعد واحداً من أفضل 25 راقصًا في العالم، ثم تناقلت العروض في الأيام المتبقية إلى متحف كفافيس، جراج سنترال المنشية، محطة أسي ميم، المعهد الفرنسي، كورنيش البحر، شارع فؤاد، ساحة مسجد المرسي أبو العباس.
وقالت ياسمين حسين، ممثل الشركة المنتجة للمهرجان، بالتعاون مع إحدى الشركات الفرنسية، إن المهرجان بالتعاون بين محافظة الإسكندرية، ووزارة السياحة، والاتحاد الأوروبي، وهدفه هو جذب المواطنين لحضور العرض الأساسي المصاحب للموسيقي في نقطة أكثر إتساعًا من الحواري الضيقة إلى الشوارع والميادين العامة مثل ميدان محطة الرمل، وميدان أبو العباس وغيرهما.
وأضافت، أن المهرجان يقام في شهر أيار/مايو من كل عام في شوارع الإسكندرية وللعام السابع على التوالي، مشيرة إلى أنه ميز المهرجان هذا العام مشاركة أحد أكبر الفنانين الأوروبيين وهو الفنان"أوليفيه ديبوا" والذي شارك في تدريب 20 راقصًا مصريًا لتقديم عرض روسي عرض للمرة الأولى في فرنسا، منذ أكثر من 100 عام، ويقدم للمرة الثانية في شوارع الإسكندرية، كما ضم أيضًا المهرجان فنانين من دول عربية وأجنبية.
وأوضحت أن أعضاء الفريق يرقصون على موسيقى فعلية عبر سماعات الأذن، ولكن دهشة المواطنين تأتي لرؤية ما يفعلونه في وسط الزحام والضوضاء، منوهة إلى أن العديد من المواطنين قد استوقفوهم لسؤالهم على ما يقدمونه ليقوموا بالرد عليهم، فيما يلجأ أخرون إلى المشاهدة بصمت، منوهة إلى أن المهرجان يركز على الرقص والتصميم الإيقاعي والحركي، لكنه تطور ليضم مختلف الاتجاهات والممارسات الفنية ويتقاطع معها، في تفس الوقت الذي يجمع الفنانين بالعمال والمارة والسكان.