آلاء الدراجي

فن لا يتقنه إلا أصحاب الأفكار المبدعة، وسط ظروف تشهد أزمات سياسية وأوضاع أمنية مضطربة ، خاصة ان المختصين يمتلكون موهبة الحرفية ، ويصمت البعض بالتفكير عن كيفية انطلاق هؤلاء الشباب في أعمار العشرينات ، وكيف بدأت فكرة صناعة وإعداد هذه الحرف اليدوية ومن يساعدهم بذلك ، وهل لاقت تجاوب من عامة الناس أو الأماكن التي عرضت فيها وربما حققت شيئا في المعارض بمشاركتها , ولفت انتباهي ما تقوم به الموهوبة الشابة الاء الدراجي ، من عرض سبح يدوية وورد وأنتيكات وأساور وقلادات وخوص النخيل المتعدد الأغراض ، اعادت الى الاذهان ما نشاهده ونسمع به عن الحضارات السابقة وتاريخها وتراثها ، والى اين تريد ان تصل ، والهدف والطموح من هذه الأفكار البسيطة وهل تساهم في حل ازمة اقتصادية وتوفير مهن ويد عاملة ، وهل التفتت اليها  الدولة او الجهات المعنية وقدمت الدعم ، خاصة ان هذه الأفكار مستمدة من التراث والحضارة سواء العربية او السومرية او البابلية ، وتشير الى ما جاء بالأديان ، وفيها عبر وصور ومعتقدات كالحسد ام فقط للزينة والإتيكيت .

الاء الدراجي ذات ٢٧ ربيعاً ، موهوبة بالحرف اليدوية والصناعات الشعبية ، وناشطة مدنية  شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الثقافية والحملات الاغاثية والطبية ضمن منظمة طموح الشباب، حاصلة على شهادة التعايش السلمي (سفراء السلام) وشهادات اخرى بالعمل التطوعي بمساعدة النازحين وتقديم الإسعافات الأولية وحملات تنظيف الشوارع ، الجميع شاهدها تعمل بنشاط وحرص ولديها مطاولة في العمل تمتد لساعات طويلة كي تحقق هدفها في الحياة ، تجمع المواد وأدوات العمل من هنا وهناك ، لتخرج منها حاجة بسيطة وجميلة في الوقت ذاته .

بدأت فكرة احترافها في صناعة الحرف اليدوية من خلال البداية الاولى بالمشاركة مع صديقاتها في البازارات  ، وكان حافز قوي لها لتصنع بيدها وساعدتها والدتها واختها مع دعمهم المعنوي ووقوفهم بجانبها ، وكانت تنال اعجاب الكثير من الذائقة عندما عرضتها في الأماكن التي يقام فيها هكذا بازارات مثل (مهرجان الزهور الثامن في متنزه الزوراء ، والمشاركة الاسبوعية كل جمعة تعرض في شارع المتنبي ، ومشاركات في المهرجانات الاخرى كمهرجان يوم بغدادي والمهرجان الذي اقيم في المعهد الطبي) .

وتقول أن هدفها من هذه المشاركات والاعمال ايصال فكرة ان بإستطاعة اي شخص ان يتقن حرفة او صنعة يدوية ليجعل منها مصدر للرزق او المعيشة ويرتقي في موهبته بالوقت نفسه ، اضافة انها رؤية لمشاريع صغيرة تساعد في حل ازمة اقتصادية كبيرة ، وتوفير مهن في ظل عدم توفر فرص العمل ، واتمنى وتطالب ان تتوجه الجهات المعنية والدولة لدعم هكذا افكار  ، وايضاً ترفع من شان التاريخ كونها مستمدة من التراث والحضارة العربية والسومرية والبابلية والعالمية ، كما تحتوي في قراءتها الدقيقة على كثير من المعتقدات التي تطبق كالحسد ، وليس فقط الاتكيت والزينة .

وينطلق شباب بلاد الرافدين نحو المستقبل ، حاملين عباراتهم ومصطلحاتهم وسلسلة افكارهم المؤثرة ، والحالة مشوقة تستحق القراءة والاهتمام من الدولة ومؤسساتها لدعم هكذا موهوبين تسهم مشاريعهم في بث الحياة ، وتوفير مشاريع عمل صغيرة تشغل العمالة ، وتسهم في ذات الوقت احياء التراث والتاريخ والحضارة من افكارهم وحرقهم اليدوية الشعبية البسيطة نحو غد مشرق وتدوين تاريخ وطنهم ، بدل ان يجبرهم الجلوس والانتظار على الامل الذي قد لا يأتي من الحكومات البائسة .