الشارقة - العرب اليوم
ثمّن أدباء ومتخصصون في شؤون أدب وثقافة الطفل دور دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الشارقة في دعم حصول المجتمع والطفل على الكتاب من خلال العديد من المشاريع الثقافية النوعية التي وصلت إلى الأحياء والمنازل للترويج عن الكتاب، ودعم مفاهيم تأسيس المكتبات المنزلية، والأسرة القارئة، وذلك في ندوتين ثقافيتين استضافها المقهى الثقافي على هامش فعاليات مهرجان الشارقة القرائي الثامن للطفل المقام لغاية 30 ابريل 2016.
وبيّن فرج الظفيري الكاتب والمتخصص في أدب الأطفال خلال ندوة "كيفية الترويج لكتاب الطفل" التي أدارها زكريا أحمد الأركان الخمسة للترويج لكتب الأطفال وهي: الأسرة والمدرسة والمجتمع ودور النشر والإعلام، فالأسرة، وذلك من خلال تكوين القدوة القارئة مثل قراءة الوالدين أمام الأطفال بشكل مستمر بشكل يعودهم على القراءة، وتخصيص أوقات مثل ما قبل النوم التي تحبب القراءة إليهم، وتوفير ميزانية للكتب ضمن ميزانية الأسرة، والعمل على تأسيس المكتبة المنزلية، والذهاب للمكتبات التي تتوفر فيها قصص الأطفال، وكذلك المكتبات العامة، ومعارض الكتب.
وتحدّث الظفيري عن دور المدرسة من خلال أنشطة القراءة الحرة مع إرشاد الطلاب إلى الكتب التي تناسب ميولهم وأعمارهم، والحرص على تكوين مكتبة الفصل التي توفر مجموعات مشوِّقة ومتوازنة من مواد القراءة المتنوعة، وتنظيم مسابقات القراءة، وغيرها، أما دور المجتمع فيتمثل بالتهادي والمناقشة، وتأسيس المكتبات المتنقلة، والعمل على إيجاد مكتبات متنقلة تجوب الأحياء، وتعير الأطفال الكتب، مشيداً بتجربة مشروع ثقافة بلا حدود بتأسيس المكتبات المنزلية وإتاحة الكتاب للجميع، كما بين دور النشر والمكتبات التي تدعم هذا الجانب من خلال تسهيلات التوصيل إلى المناطق النائية، وإعداد الطبعات الشعبية، وغيرها، واختتم المحاضرة بالحديث عن دور الإعلام من خلال التعريف بالإصدارات، التغطية الإعلامية وإجراء لقاءات مع المؤلفين، والاستفادة من التقنية الحديثة لتشجيع الطفل على القراءة بنشر قصص الأطفال وكتبهم على الانترنت والتطبيقات على الأجهزة الذكية.
وأكد الدكتور محمد عبد الله عمارو في ندوة "خصائص الطفل المبدع ورعايته" التي أدارها محمد عبد السميع ما يميز الطفل المبدع عن غيره، مبيناً فيها أن نموه العقلي أسرع من الأطفال العاديين، وعمره العقلي أكبر من عمره الزمني، كما يتميز بقوة ذاكرته، ودقة ملاحظته، وسرعة استجابته، وحبه للاستطلاع، وشخصيته المستقلة، وميله إلى صحبته من هم أكبر منه، وتميزه بالمنطقية في تفكيره عن أقرانه، وكثرة حركته ونشاطه، وميله لاتخذا المبادرة، كما يتميز بدماثه خلقه، وكثره حبه للمطالعة واكتشاف الثقافات حول العالم، منوّهًا إلى أهمية دور الأسرة والمدرسة في دعم وتنمية وتطوير مواهبه، وشدد على أهمية دور الدولة في هذا المجال لأن مثل هذا الطفل هو الذي تقوم عليه أركان نهضتها، ومن الأمور التي يتعين على الدول القيام بها في هذا المجال: فتح معاهد خاصة للطفل المبدع، واستجلاب الخبرات الدولية لتنمية ابداعاته، وتنظيم مسابقات وطنية لاكتشافه، وإشراكه في الملتقيات الدولية والمسابقات العالمية، وتوظيف كل منه في مجال إبداعه دون النظر إلى سنه.
ويستضيف المقهى الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل ندوتين جديدتين في مساء يوم الخميس 28 من إبريل الحالي 2016، الأولى بعنوان "تجارب مسرحية مضيئة" يشارك فيها محمد كريم، ويديرها عبد الرزاق درباس، فيما تتحدث الندوة الثانية عن "كتاب فرصة حب" الذي يوثق تجارب تربوية عاشتها الكاتبة همسة يونس، وما يرافق ذلك من اسعراض سلبيات وايجابيات تربوية، وأفضل التقنيات لدعم العمل التربوي وإخراج جيل قادر على البناء وإدامة زخم التطور والحضارة.