حضر موت ـ عبد الغني يحيى
تتميز مدن وقرى وادي حضر موت في اليمن، بعادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان، مثل مدن تريم التاريخية وسيئون وشبام والهجرين وغيرها من المدن والقرى الأخرى.
ويتم استقبال رمضان في المناطق الحضرمية قبل أن يهل هلال رمضان. ففي النصف من شهر شعبان يقوم أبناء حضرموت بزيارة قبر النبي هود عليه السلام وغالبًا ما تكون هذه الزيارة لأغراض تجارية حيث يقام هناك سوق تجارية كبيرة جدًا وبالذات للحيوانات من أغنام وغيرها.
ويستعد الناس من هناك لشراء الذبائح الخاصة بهذا الشهر كما يأخذون معهم "الأسوكه" التي ينتشر بيعها هناك كون "السواك" مطلوب وهو من أهم الهدايا التي يقدمها الزوار لأهلهم وأقربائهم، كما يقوم رب الأسرة بتحضير الأشياء الأخرى كالتمور وبعض المواد الغذائية والمرطبات والحلويات. ويتم إعلام رمضان أو إبلاغ الناس برؤية رمضان بطريقتين، الأولى وهي إطلاق المدافع والبنادق، أما الطريقة الثانية بإشعال نيران من أعلى قمم الجبال في كل منطقة، وحين رؤية هذه النيران في أعالي الجبال يعمم خبر ثبوت رؤية الهلال لرمضان أو العيد.
وعادة ما يخرج الصغار في هذا الشهر الكريم فيلعبون بعض الألعاب المحلية وينشدون الأغاني، كما أنهم يزاولون بعض الألعاب الرياضية كالنوية والكعارير والصك بالكرة هذه بالنسبة للأولاد الصغار، أما الكبار أو الشباب فلهم العاب أخرى أيضا وكانت الدحنك من أهم الألعاب وهي لعبة تشبه الغولف وكان اللعب بها يبدأ بعد صلاة التراويح. أما بالنسبة للأهازيج التي تقام في رمضان فمعظمها تواشيح أندلسية، كما أن هناك تواشيح خاصة بالصغار يقومون بها بعد صلاة العصر.
وعن المسحراتي في مدن وادي حضرموت، يطوف كل ليلة بالطواف في أزقة القرى والمدن لإيقاظ الناس لتناول وجبه السحور وغالبا ما يصحب المسحراتي في ليلة الهلال أهازيج يقوم بها الأطفال. ويغيب عن رمضان اليوم صوت المدفع في حضرموت لكنه عاد في بعض محافظات اليمن كالعاصمة، فصوت المدفع آنذاك يفطر الصائم ولا يمكن لأحد أن يؤذن قبل المدفع على الإطلاق كون قاضي المدينة هو الذي يجدد ساعة عامل المدفع بالدقيقة أي أن الوقت كان مضبوطًا بدقة للغاية وكان وقت إطلاقه في السحور وعند الإفطار وكان أيضا صوته قوي جدا يهز مدينة تريم والمناطق المجاورة.