أبها – العرب اليوم
اختتمت المسرحية الكوميدية "أنا وهو وهو" الأحد عروضها الثلاثة على مسرح "المفتاحة" في مدينة "أبها" ضمن فعاليات "مهرجان الكوميديا الدولي.
وشارك في بطولة العرض المسرحي المخصص للرجال كل من الفنانين أحمد بدير، عبدالإله السناني، عبدالله عسيري، محمد الصاوي، عمرو بانبيلة، ورأفت فطاني، وهو من تأليف صلاح عربي، وإخراج ممدوح سالم.
ويدور العرض المسرحي حول ثلاث شخصيات رئيسة، يجسدها الفنان أحمد بدير في دور عامل مصري في إحدى الشركات السعودية، يعامله مدير الشركة السعودي، والذي يجسده الفنان عبدالإله السناني، بقدر من الود والبساطة أقرب إلى علاقة الصداقة منها إلى علاقة عامل ورئيسه.
ومن المفارقات التي يتناولها العرض المسرحي داء "الفشر" المصاب به "بدير"، حيث يوهم أصدقاءه في مصر أنه صار ثريًا ويمتلك شركات وفيلات وسيارات فارهة، ويوظف لديه عديد من الموظفين السعوديين، ويرسل لأصدقائه عبر "الواتس أب" صورًا للشركة والفيلا والسيارات باعتبارها مملوكة له، بينما هي في الحقيقة تخص صديقه السعودي. ويتواصل "فشره" عبر رسائل "الواتس آب" مع أصدقائه المصريين إلى أن يقع في ورطة تتمثل في وصول أحد معارفه المصريين إلى المملكة لزيارته ومشاهدة ما حدثهم عنه من ثراء، وهنا يتدخل صديقه السعودي بحيلة ذكية لإنقاذه من هذه الورطة من جانب، وتلقينه درسًا بليغًا في معايشة الواقع وعدم ادعاء أمور لا علاقة لها بالواقع على الناس حتى لا يقع مجددًا في شر أعماله وتفتضح أكاذيبه أمام أعز الناس لديه.
و أعرب الفنان أحمد بدير عن سعادته بالمشاركة في بطولة العمل، وأثنى على قصته، وكذا على إدارة المخرج ممدوح سالم له، مؤكدًا أن العمل لا يقل أهمية وجودة عن أي عمل مصري شارك فيه. مشيدًا في السياق ذاته بمستوى الفنانين السعوديين سواء الكبار مثل عبدالإله السناني أو الشباب، مؤكدًا أن ما لمسه من تميز وجودة في الأداء والتقمص يعكس ما ينتظر الكوميديا السعودية من نجاح وتطور.
و أبدى الفنان السناني ارتياحه لنجاح العمل، مهديًا إياه إلى جيل الشباب، مشددا على أن المواهب الشابة، التي شاركت في العرض نجحت في التأكيد على وجود دماء جديدة تتدفق في شرايين الدراما والكوميديا السعودية، مطالبًا الكتاب والمخرجين السعوديين بالتنبه إلى ذلك، والعمل على توظيف هذه المواهب للخروج من عباءة النمطية والوجوه المكررة.
وأشار الفنان عبدالله عسيري إلى أن عرض "أنا وهو وهو" اتسم بالطرافة والبساطة ومعالجة ظاهرة مستشرية في كثير من المجتمعات، مشيرًا إلى أن الفن هو مرآة تكشف سلبيات المجتمع وإيجابياته.
معتبرًا أن الحفاوة الجماهيرية الكبيرة بالعرض إنما تعكس تعطش المجتمع إلى هذه النوعية من الأعمال التي تعالج بصورة غير مباشرة السلبيات، فالمشاهد لا يميل إلى الوعظ المباشر، لذا ينبغي اتباع وسائل غير تقليدية، ومنها الفن.
بدوره اعتذر مخرج العمل ومدير المهرجان ممدوح سالم عن تحقيق رغبة المطالبين بتمديده العرض إلى آخر المهرجان، بسبب وجود فعاليات أخرى، إضافة إلى انشغال بعض أبطال العمل. مضيفًا بقوله: "أنا وهو وهو" عمل هادف، يحرض على بعض الممارسات السلبية مثل "الفشر"، ويوضح للمشاهد مدى الكوارث التي يمكن أن يتسبب فيها، كما يوضح أهمية الصديق، ودوره في حماية أصدقائه من الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه. كما اعتبر أن المواهب الشابة حظيت من خلال العرض بشهادة ميلاد فنية من خلال الجمهور، وأن هذا دافع لهم على مزيد من التميز والارتقاء.