صورة تشريح مومياء
لندن ـ ماريا طبراني
اكتشف العلماء أن "المصريين القدماء كات لديهم أداة لإزالة المخ من الجسم المحنط، وهي عبارة عن قضيب مسنن وُجد في ثقب في الدماغ يؤدي إلى المخ أثناء تشريح مومياء محنطة لأنثى". وكان الجسم الغريب الذي يبلغ طولة ثلاث بوصات، والمغروس في رأس مومياء لامرأة محنطة في الأربعين من عمرها، والتي
يرجع تاريخها إلى 2400 سنة مضت، مثارًا لدهشة القائمين على تشريح تلك المومياء.
ووجد الباحثون هذه الأداة مغروسة بين العظم الجداري للرأس ومؤخرة الجمجمة، مما يشير إلى أنه "ثُبت في هذا الوضع أثناء التحنيط". واستخدم العلماء المنظار، وهو أداة توسيع جراحية، لاستخراج الأداة من جمجمة المومياء. وبعد عملية الاستخراج، تبين للقائمين على البحث أن "هذه الأداة المدببة كانت تستخدم لتفريغ الرأس وإزالة المخ أثناء عملية التحنيط التي كان القدماء المصريون يقومون بها من آلاف السنين".
ومن بين ما اكتشفه الباحثون أن "أجزاء من المخ كانت تُلف حول تلك الأداة المدببة حتى يتم تسييلها وتفريغ الرأس منها، وكانت هذه العملية تحدث بعد قلب المومياء على وجهها حتى يتسنى تفريغ المخ بعد تسييله باستخدام الأداة المدببة، ليتم التخلص منه من خلال فتحة الأنف".
جدير بالذكر أنه بعد إزالة المخ كان المحنطون يخرجون الأداة من الرأس، إلا أن خطأ ما وقع منذ آلاف السنين، حدث عندما نسي أحدهم الآلة المدببة في رأس المومياء، ساعد الباحثين على اكتشاف أحد أسرار التحنيط وعرفهم على الطريقة التي كان القدماء المصريون يتبعونها لتفريغ الرأس من المخ من دون أن تُصاب ولو بخدش من الخارج.
كما اكتشف العلماء أن "هذه الأداة مصنوعة من نوعين من الألياف النباتية، هما ألياف النخيل وألياف البامبو، وهي من نوع الأدوات التي كان القدماء المصريون يستخدمونها بدلًا من الأدوات المعدنية التي كانت باهظة الثمن في ذلك الوقت". وتجدر الإشارة إلى أن هناك أداة أخرى لإزالة المخ اكتشفت قبل ذلك، وكان عمرها يزيد على 2200 سنة، وكانت مصنعة من خامات مشابهة.
وتوجد المومياء التي تُجرى عليها تلك الأبحاث في الوقت الحالي في المتحف الأثري في زغرب في كرواتيا. وكانت قد جُلبت إلى كرواتيا في القرن التاسع عشر من دون التابوت الخاص بها، ولم يكتشف أحد كيف ماتت هذه السيدة صاحبة المومياء ولا من أين أتت؟.
وجدير بالذكر أن التحنيط كان من الممارسات الشائعة لدى المصريين القدماء، إلا أنها كانت عملية مكلفة ومستهلكة للوقت. ووفقًا لما كتبه الباحثون في نتائج الدراسة، "كانت عملية التحنيط مكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، مما جعلها مقصورة على فئات معينة من المصريين القدماء، إذ لم يكن الجميع يستطيع تحمل نفقاتها".