عدد من متظاهري أمازيغ الجزائر
الجزائر ـ سفيان سي يوسف
خرج الآلاف من أمازيغ الجزائر في مسيرات كبيرة، السبت، شملت مختلف محافظات منطقة القبائل (البويرة، بجاية وتيزي وزو) وذلك تلبية للنداء الذي أطلقه كل من حزب التجمع من الثقافة والديمقراطية الأمازيغي والحركة من أجل الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل (ماك)، الذي يتزعمها فرحات مهني، لإحياء الذكرى الــ33 لمظاهرات
الربيع الأمازيغي (أحداث 20 نيسان/أبريل 1980، والتي وقعت زمن الرئيس الراحل هواري بومدين وخلفت العشرات من القتلى والآلاف من الجرحى في منطقة القبائل).
وشارك أكثر من 3 آلاف مواطن معظمهم من الطلبة الجامعيين وأعضاء الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل "الماك" في مسيرة سلمية جابوا بها مختلف شوارع مدينة البويرة (120 كلم شرق العاصمة)، لمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي، وهي المسيرة التي انطلقت من جامعة العقيد أكلي محند أولحاج وصولاً إلى غاية مقر الولاية، حيث تجمع المتظاهرين، وطالبوا بضرورة استقلال منطقة القبائل مع جعل اللغة الأمازيغية لغة رسمية ورفعوا شعارات مناوئة للنظام الجزائري، قبل أن تعرف المسيرة تصعيداً خطيراً بمجرد أن حاول العشرات من أتباع "الماك" تخريب تمثال الأمير عبد القادر الجزائري، الذي أقامته السلطات الولائية في العام الماضي في مفترق الطرق في وسط المدينة، إلا أن قوات مكافحة الشغب التي كانت بأعداد كبيرة جداً منعتهم من الاقتراب منه، واعتقلت نحو 15 شاباً، من بينهم الصحافي "علي شراراق" الذي يعمل صحافياً في يومية الوطن الناطقة بالفرنسية وذلك أثناء محاولته التقاط بعض الصور للمسيرة، واندلعت إثرها مواجهات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرون، ومن جهته، ندد العضو في المجلس الوطني للحركة من أجل استقلال منطقة القبائل، سليم باشوش في تصريح لـــ"العرب اليوم"، بقمع السلطات الأمنية لمسيرة حركته التي كانت سلمية، وطالب بضرورة الإفراج عن المعتقلين، مهدداً بشن مظاهرات أخرى في حال عدم إطلاق سراح هؤلاء، كما تظاهر أكثر من 10 آلاف مواطن في كل من ولاية بجاية وتيزي وزو تلبية لنداء كل من حزب التجمع من الثقافة والديمقراطية الأمازيغي والحركة من أجل الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل (ماك)، حيث طالب المتظاهرون بضرورة ترسيم اللغة الأمازيغية ورفعوا شعارات مناوئة للنظام، وألحوا على ضرورة تنحي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بسبب حالته الصحية.
ومسيرة السبت، جاءت عقب النداء الذي أطلقه رئيس حزب التجمع من الثقافة والديمقراطية الأمازيغي، محسن بلعباس، حيث دعا أنصاره إلى الاحتشاد الواسع والتظاهر من أجل "الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية"، ومن أجل "دولة ديمقراطية اجتماعية"، فيما دعت من جهتها الحركة من أجل الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل (ماك)، الذي يتزعمها فرحات مهني، إلى تظاهرات مماثلة ومتزامنة مع تظاهرات حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لإحياء المناسبة نفسها.
وهناك نسبة من 10 إلى 15 في المائة من السكان في الجزائر ينتمون للسكان الأمازيغ الأصليين، أدخلت اللغة الأمازيغية في الدستور الجزائري كلغة وطنية، لأول مرة عام 2002، كما سمح بتعليم هذه اللغة في المدارس إلا أنها لم تنجح لعدم إقبال الجزائريين عليها.
ويعتبر الربيع الأمازيغي المصادف لـ20 نيسان (أبريل) 1980 أول انتفاضة شعبية تعرفها الجزائر ومنطقة القبائل منذ الاستقلال، وبدأ كل شيء عندما تقرر منع الكاتب مولود معمري من إلقاء محاضرة في مدينة تيزي وزو، من دون تقديم مبررات لهذا المنع، ما تسبب في مظاهرات وإضرابات انتهت بعملية قمع واسعة أسقطت العشرات من القتلى والآلاف من الجرحى.