القاهرة - أكرم علي
تسعى مؤسسة الأزهر في الفترة الأخيرة لمواجهة الفكر المتطرف وخاصة بالتعاون مع الدول الغربية وهو ما دفع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى زيارة برلين مؤخرا لنشر مبادئ وسماحة الإسلام والتأكيد على ترسيخ الفكر الوسطي السليم، حيث يسعى الأزهر الشريف من خلال جولات شيخ الازهر وموفديه أن يعملوا على تعزيز صورة الإسلام وبراءته من الأفعال المتطرفة التي يلجأ له بعض الجماعات الأخرى.
وبحسب مسؤولين في مشيخة الأزهر الشريف، بدأ الأزهر رحلة علمية لتدريب دعاة المساجد على مواجهة الخطاب الإعلامي والدعائي، للجماعات التكفيرية، مثل "داعش" وغيرها، والخوض في المسائل المعاصرة التي تجتاح العالم العربي وأخذت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام وذلك حتى يتم مشاركته في المؤتمرات العالمية وخاصة في الدول الغربية لتعزيز صورة الإسلام ومواجهة حملات التشويه التي يتعرض لها.
مراقبون أشادوا بدور الأزهر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مؤكدين أن المواجهة الفكرية خاصة في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة، هي السبيل الوحيد للتصدي للجماعات التكفيرية والجهادية، وشددوا على أن الأزهر الوحيد القادر، بمؤسساته الدعوية وجامعته، على القيام بهذه المواجهة، في ظل امتلاكه بعثات في معظم أنحاء العالم، فضلا عن وجود طلاب من مختلف الجنسيات يتلقون صحيح الدين على يد كبار العلماء بالأزهر.
وأكد وكيل الأزهر عباس شومان أن مؤسسة الأزهر نجحت في مواجهة الإرهاب في مصر، وانحسرت الكثير من مظاهر العنف بالبلاد بفضل جهود المؤسسة الدينية، ودورها في فضح أصحاب الأفكار المتطرفة، البعيدة عن سماحة الإسلام ووسطيته.
وأوضح وكيل الأزهر أن هناك قوافل تنظمها دار الإفتاء المصرية، وأنها تعتبر أحد أجنحة الأزهر، وتقوم بدور كبير في توضيح حقيقة الإسلام وسماحته وفضح الفتاوى الشاذة التي تستغلها الجماعات التكفيرية في تجنيد شباب في صفوفها، مشددا على أن دار الإفتاء المصرية عليها دور مهم جدًا في مواجهة الإرهاب في العالم، خاصة في ظل توجيه التنظيمات الإرهابية لضربات موجعة ضد الشرق والغرب".
فيما وصف المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الأخيرة إلى برلين وزيارة مفتي مصر الدكتور شوقي علام إلى بروكسل بالمهمة والمطلوبة في هذا التوقيت.
وأكد أبو زيد في تصريحات لـ"مصر اليوم"، أن زيارة شيخ الأزهر الأخيرة إلى ألمانيا تكتسب اهمية خاصة بعد لقائه مع وسائل الاعلام المختلفة، والتي تؤكد على مفهوم الاسلام الوسطي وحقيقة مفهوم الاسلام التي تسعى مصر لتطبقه.
وأوضح المتحدث أن زيارة المفتي وشيخ الأزهر تؤكد على دور مصر في مكافحة الارهاب ومكافحة الفكر المتطرف، مما يغزز قدرات مصر في توضيح الصورة الحقيقية لسماحة الاسلام.
واتخذت دار الإفتاء مؤخرا خطوات من أجل مواجهة الإرهاب أهمها إنشاء مرصد للرد على الفتاوى التكفيرية"، مشيرًا إلى إشادة الأمم المتحدة بهذا المرصد وعمله، وتوسع دار الإفتاء الآن مواجهة الإرهاب في الفضاء الإلكتروني، عن طريق إنشاء صفحة "داعش" تحت المجهر، من أجل مواجهة الفتاوى التكفيرية إلكترونيا، بالإضافة إلى نشر مقالات للمفتي ومجموعة من العلماء في المواقع العالمية.