الشارقة - سعيد المهيري
استضافت مؤسسة الشارقة للإعلام في "مجالس"، الجمعة، الداعية السعودي سليمان الجبيلان، على مسرح الجامعة "القاسمية" في الشارقة، وقدمه مدير إذاعة "الشارقة" الإعلامي حسن يعقوب المنصوري، بحضور عدد كبير من المشاهدين والمتابعين، في آخر ندوة ينظمها البرنامج خلال رمضان الكريم.
ودارت الندوة حول ثلاثة محاور رئيسة، قدم فيها الجبيلان رؤاه حول الكثير من المواضيع التي تهم الشأن الإسلامي حول العالم، متميّزا بسهولة في الطرح وأسلوب جميل جذب انتباه المشاهدين، مستخدمًا طريقة الحوار والنقاش معهم، ما جعل الندوة أكثر متعة للحضور، فشمل فئات عدة، منهم الأطفال والكبار، ولم يغب العنصر النسائي عن المشاهد.
وبدأ يعقوب بعرض المحاور على الداعية الجبيلان الذي أثنى بداية على حضوره في الجامعة "القاسمية"، لا سيما أنّ الندوة تبث من هذا الصرح العلمي الكبير الذي تتزين به الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، التي صارت منبرا من منابر الإسلام السمح، وتبليغ الدين الحنيف لأكثر من 60 جنسية حول العالم، عدد جنسيات الطلبة المنتمين إليها الآن، من منطلق قوله الرسول محمد: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، معلّقا بقوله إن 24 نيسان/ابريل الماضي، كان إضافة لمنارة دعوية في العالم الإسلامي، تاريخ افتتاح الجامعة القاسمية، مقدما الشكر لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لا سيما أنها ليست مقتصرة على أهل الإمارات خصوصًا؛ بل تشمل العالم الإسلامي كله.
وعلّق على السؤال الذي قدمه يعقوب، بارتباط اسم الإسلام حول العالم بالتطرف، مبرزًا أنّ سماحة الإسلام أهم المبادئ التي بني عليها، وما أتى به محمد، وهذا ما بعث به إلى العاملين كافة، فأخلاقه كفيلة برد التهمة عن الإسلام، وقدم دلائل عن أن الدعاة المدربين بطرق صحيحة على الدعوة كفيلون أن يعيدوا للإسلام سمعته الطيبة، وأن درس الدين السمح والدعوة بأسلوب طيب كفيلان كي يحسن سمعة الإسلام، وأنه براء من سلوكيات هؤلاء الموتورين الذين لا يحرصون على الحفاظ على سمعة الدين، بتصرفاتهم السيئة التي لا تمت إليه بصلة.
وأضاف أنّ قومًا جاؤوا الرسول يريدونه سب الكافرين ولعنهم، فقال الرسول لهم "ما بعثت لعانا، إنما بعثت أتمم مكارم الأخلاق"، وتابع أنّ الجامعة "القاسمية" كمنبر جديد يسهم في تخريج دعاة معتدلين يقدرون أهمية الأسلوب الحسن في الدعوة، ما يفتقده الآن الكثيرون، موضحًا أنّ للإسلام واجب على كل من اعتنقه، أن يكون سلوكه دعوة في حد ذاته، ولا سيما طلاب العلم الذين يعشون في الغرب، فهم سفراء الإسلام ومن خلالهم ينظر إلى الدين الحنيف، وكل سلوك سيء كفيل أن يلصق صفة به ومنها التطرف.
وساق، أمثلة ودلائل على أنّ المسلم يمكنه بلورة صورة الإسلام الحسنة من خلال أقل القليل من التصرفات، بأن يدرك ما يفعل في دول، تعتبره الإسلام نفسه ولا تفرق بين المسلم والإسلام نفسه، وساق بعض المواقف الدعوية التي كانت كفيلة بإسلام جنرال بحري بريطاني، استطاع أن يفرق له بين سلوك المسلم والمسلم نفسه، فليس كل تصرف لمسلم شعيرة من شعائر الإسلام كما يظنون، كما أنّ الفرق بين صحة جدول الضرب وبين من يقول أن 4 في 5 يساوي 15 مثلًا، فجدول الضرب ثابت لا يتغيّر مهما أخطأ بعض الطلاب في العدد النهائي.
وكان المحور الثالث الذي دارت حوله المحاضرة، دور الوالدين في التعامل مع الأطفال، فبيّن أنّ الأصل في التعامل مع الأطفال الرفق والهدوء، فكما يجب على الداعية الحكمة والموعظة الحسنة مع من يدعوه فعلى الوالدين أيضًا الرفق وحسن التعامل مع الأطفال، فهم قرة العين ومتاع الدنيا، وفي تعامل الرسول مع الأطفال الكثير من الدروس والعبر.
وتعرض للحديث النبوي في تعلّم الصبي للصلاة "واضربوهم عليها لعشر" وأشار إلى أنّ الضرب لا يقع حين يستخدمّ المربي الطريقة الصحيحة في التربية بمصاحبة ابنه منذ صغره للمسجد لثلاثة أعوام قبل أن يصل للعاشرة، ما يكون كفيلًا بأن يتدرب على ارتياد المسجد فلا يحتاج إلى ضربه ومعاقبته، مردفًا أنّ للأمهات دورًا كبيرًا أيضًا في تربية البنات على حب الدين، لا سيما أنّ البنت تحتاج إلى جهد أكبر، فهي مربية الرجال في ما بعد.
وتخللت الندوة تساؤلات عدة طرحها الجمهور على الداعية وتخللها الكثير من الجوائز التي منحت للأطفال وطلاب الجامعة القاسمية شبابًا وفتيات، تساءلوا عن الكثير من القضايا التي تهم العالم الإسلامي الحالية، وقدم لها الداعية الكثير من الإجابات الشافية للحضور، كما تخللت الندوة الكثير من التساؤلات التي اختصت بالصوم، ولاقت إجابات شافية، وفيها بعض النصائح المهمة للشباب.