لندن - ماريا طبراني
يسعى المصمم البريطاني الشاب أليكس شنيك، البالغ من العمر 31 عامًا، إلى إضفاء أجواء التحدي على أعماله، الأمر الذي حرمه النوم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، لكنه في المقابل نجح في إنتاج أكثر الأعمال تحديًا. ويعتبر عمله الجديد "العادات تصبح غير عادية" كسحر فني وهو عبارة عن عمود كهربائي طوله 35 مترًا بين ملينويم دوم وكناريوافر في لندن، وجرى تصميمه رأسًا على عقب بشكل مائل على الطريق وكأنه سقط من السماء.
واستغرق بناء هذا العمل الفني الذي يستند على رأس صغير من المعدن حوالي 12 شهرًا، ولإبقاء العمل واقفا جرى صب 100 طن من الإسمنت في حفرة يبلغ عمقها 20 قدمًا أسفله. واعتمد شنيك وفريقه على تصميم جديد ومتقدم للهيكل المعدني، مستخدمين 400 متر من المعدن يبلغ وزنها 15 طنًا. وأكد أليكس شنيك "هذه هي الفوضى في حياتي، كنت أتوجه إلى الموقع يوميًا، وأعبر عن نفسي فقط، وهذا ما أنتجته فأنا أحب أن أجعل الأشياء المعتادة مثيرة إلى أبعد الحدود، ولهذا السبب أتخذ طريقًا صعبًا لإظهار لحظة بسيطة، أنا أعشق التحدي والتقدم، مما يسبب لي الإرهاق والتعب في غالبية الأحيان".
ويعترف شنيك بأن جذوره كابن لأستاذي فيزياء وتكنولوجيا معلومات أثر في حياته كفنان ومصمم. وأكد في معرض رده على الأسئلة، "الهندسة تحل مشاكلي، والفن يخلقها، فكل عمل فني يجب أن يختلف عن سابقه ولا أريد أن أبنى لنفسي هوية بصرية، فأشعر أنها ربما تحاصر أعمالي". وتتسم أعمال المصمم الشاب بأنها مؤقتة، وعلى الرغم من الوقت الطويل الذي يستهلكه في تصميمها وصناعتها إلا أنها تدوم لبضعة أشهر، فشنيك يؤمن بأن الأعمال التي تهدف لتكون دائما تدمر الفن العام. وتابع "معظم التماثيل والأعمال الدائمة حول المدن والبلدات تبدو تافهة، فكلها مصنوعة من المواد ذاتها، وكلها تشبه بعضها البعض" و يتخطى طموح المصمم الشاب حدود وطنه بريطانيا فهو يتطلع للعمل في الولايات المتحدة الأميركية ويحلم بأن يصنع 20 عملا خلال 20 يومًا هناك.