لندن ـ ماريا طبراني
ذكرت الناقدة الفنية لويس أبوك، أنها عادة ما كانت ستهرب من أي عرض له علاقة بالرومانسية وخصوصًا قبل عيد الحب، ولكن أعمال الرومانسية البحتة الهائلة المجموعة في معرض ريدفيرن تجاوز قدرتها على المقاومة.
ويحتوي المعرض على الكثير من الرسومات عن الأطفال ورقص البالية والمناظر الطبيعية التي تمتد من تصاميم كريستوفر وود لعام 1927، وتصل إلى باليه ديغليف، وعدة مشاهد حالمة من الرومانسية الجديدة لفترة الخمسينات مع لوحات فوغان واليساندرو راهو، صاحب الرسومات التي يظهر فيها الشباب محمري الخدود، ويلبسون تي شيرت عليه علامة قلب عملاقة.
ويعطي هذا المعرض مثل كل الرومانسيات الجيدة، شعور بالكآبة؛ بسبب مرور الوقت الجميل، ويدفع للتفكير في أشخاص عمالقة مثل المصور الراحل سيسيل يبتون، الذي التقط مجموعة من أجمل الصور في الثلاثينات، والذي رسم له كريستيان بيراد لوحة جميلة، في جنوب فرنسا.
وينتقل المعرض إلى فترة الثمانينات من القرن الماضي، حيث تتبع صور سنودن زنابق الماء في مشروع ايف سان لوران، تعرض مع لوحات للراقص ماكيل كلارك، أما من فترة التسعينات فهناك صور جاك بيرسون للرجال عراة في ستديو مليء بالضوء الأبيض.
ويضم أيضًا رسومات ساحرة أنيقة ومثقفة لمارك كميل، ومطبوعات الموسيقار السابق لندر، التي تزينت بالأبيض والأسود لراقصي باليه روس، مع مساحات حية من الطلاء اللامع، إلى جانب زوج من اللوحات التذكارية التي صنعها الفنان الكبير وصانع الأفلام الراحل ديريك جرمان، الذي توفي بالإيدز في عاد 1994، جسد فيها ما يمكن للإنسان أن يدفع من أجل الحب من خلال الأسطح المطلية باللون الأسود المرصعة باللؤلؤ وشظايا الزجاج كتذكير أكثر وحشية حول الثمن القاسي للحب أحيانًا.
وتأخذ الرومانسية البحتة اسمها من لوحات باتريك بروكتر، التي تمثل الزهور الشاحبة بواسطة الألوان المائية الحساسة في عمل متقن المهارة، ويشير النقاد أن بارتيك بلغ ذروة جمال إبداعه في الستينات، إلا أنه توفي في عام 2003 مدمنًا الكحول، وغارقًا في عوالم كثيرة.
ويعود فضل افتتاح المعرض إلى مجموعة من الرسامين من الجيل الجديد مثل أليساندرو راهو وسيليك أوتو واليزابيث بيتن وكاي دوناشي، الذين عملوا في هذا المعرض وأكدوا أن حساسية الرومانسية ما زالت مكانا للاستثمار في عالم الفن اليوم، وسيبقى المعرض مفتوحًا في ريدفيرن حتى 27 شباط/فبراير.