أعمال الفنانين السود

يعكف مجموعة من الفنانين والباحثين على قضاء الأعوام الثلاثة المقبلة في البحث في المتاحف والمعارض عن أعمال الفنانين السود من أصل أفريقي أو آسيوي لتجميع أعمالهم المنسية وتصنيفها للكشف عن تأثيرهم على الفن في القرن العشرين بداية من مارسيل دوشامب وحتى باربرا هيبورث.

ومن المقرر أن ينطلق المشروع الذى يتكلف 700 ألف إسترليني هذا الأسبوع بقيادة جامعة لندن للفنون، ويتوقع أن يتوجه المحققون إلى المتاحف الوطنية والمستشفيات والمعارض لتأسيس قاعدة بيانات على الإنترنت لنحو 300 عمل فني على الأقل ساعد في تشكيل حركات الحداثة في القرن المنصرم.

تقود المشروع الفنانة والأكاديمية البريطانية سونيا بويس والتي تسعى إلى كسر القاعدة التي تتجه إلى التركيز على الفن الأسود من حيث الانتماء العرقي للفنان بدلا من أهمية العمل نفسه في سياق فني أوسع.
وأوضحت بويس في تصريحات لها "لا يريد الكثير من الفنانين وضعهم في إطار نقاش بشأن العرق، وإذا نظرنا إلى الوراء، نجد أن الفنانين السود ذهبوا إلى المدارس الفنية وإلى جانبهم الزملاء الذين لعبوا دورًا في تشكيل حركاتهم اليومية، ومن دون الفنانين السود لن يكون هناك أي حداثة، والمفارقة هنا هو أنه ينبغي تحديد هؤلاء الفنانين وفقا لانتمائهم العرقي وإذا لم نبدأ في ذلك سيستمر الصمت بشأن أعمالهم، ونريد بناء قاعدة معرفية حول هذا الفن لإظهار دوره ضمن الإطار الأوسع للفن في القرن العشرين".

ويأتى المشروع تحت اسم "الفن الأسود والحداثة" بدعم من المعارض الإقليمية الرائدة، ويتوقع أن يشمل المعارض والتوثيق للحدث عندما يجمع الباحثون البيانات الخاصة بتاريخ هذه الأعمال الفنية، حيث يفتقر الكثير منها إلى الوصف التفصيلي.

وأشارت بويس إلى أنها تتوقع صدور الدليل الخاص بالمشروع، ويضم على الأقل 30 فنانًا من السود ولد معظمهم في بريطانيا وغيرهم ممن مروا بها خلال المائة عام الأخيرة من مواقع مثل جنوب أفريقيا والفلبين.
ويركز المشروع على الفنانين السود غير المعروفين بغرض النظر عن الفنانين المعاصرين البارزين مثل كريس أوفييى و لينيت يادوم، ومن بين الفنانين غير المعروفين رونالد مودي وهو نحات جامايكي المولد جاء إلى لندن في 1920 لدراسة طب الأسنان لكنه أصبح فنانا من قبل مجموعة المتحف البريطاني للفن الإثنوغرافي، وأصبح على صلة وثيقة بالنحاتين البريطانيين باربرا هيبورش وهنري مور.
ومن بين الفنانين الآخرين غير المعروفين، الفلبيني ديفيد ميدالا الذى انتقل إلى بريطانيا في 1960 وعمل في شركة رائدة في مجال النحت الحركي بما في ذلك سلسلة من الآلات التي تصنع الفقاعات، وقبل وفاته في عام 1968 بوقت قصير قدم الفنان دوشامب المعروف بالنافورة المنحوتة سلسلة من الأعمال تكريما للفنان ميدالا.
وبيّن مؤرخو الفن أن الجهود المبذولة لعمل هذا الدليل الفني خطوة ضرورية لضمان إبراز تاريخ مساهمة هؤلاء الفنانين إلى الجمهور الواسع، وأوضح عضو مجلس أمناء منظمة Tate"" المعاونة في المشروع، كينيث مونتيغو، "يعتبر هذا المشروع الذي طال انتظاره موردا أساسيا، ولفترة طويلة تم التغاضي عن أهميته للساحة الفنية البريطانية، وهذه المبادرة تهتم بإرث فني لوضع الأمور في نصابها".
ويساعد العمل على تجميع قاعدة البيانات الفنية بأخذ الباحثين إلى الزوايا النائية للمجموعات الفنية العامة في بريطانيا، وذكرت بويس "مهمة كبيرة لم يقم بها أحد من قبل، ونحتاج للنظر في المجموعات الفنية في الجامعات، رحلة استكشافية لتحديد الدرب لباحثي المستقبل".