الشارقة ـ العرب اليوم
أكد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أن جمهورية فرنسا كان لها دور كبير في حفظ الكثير من الوثائق التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج، وتُعد حاضنة أمينة لمختلف الثقافات والفنون والآداب، واصف" حاله عندما يتواجد فيها كأنه في قمة العالم، وأنها مبعث للسكينة والاستقرار النفسي.
وجاء ذلك، في كلمة له ألقاها في حفل تدشين النسخة الفرنسية من كتاب "حصاد السنين"، و"كتاب حديث الذاكرة 2"، الذي أقيم مساء الثلاثاء، وسط حضور رفيع المستوى.
وأوضح خلال كلمته، العلاقة التي تربط بينه وبين فرنسا وبين عدد من رؤسائها، مستعرض" مواقف عدة جمعته بهم، حيث كان قد التقى في عام 1976 الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان، وقدم له هدية سيف" مذهب" خُطّ على نصله بيت شعر، وكان الرئيس الفرنسي معجب" بالإهداء وشغوف" بمعرفة معنى بيت الشعر المكتوب عليه.
وأشار حاكم الشارقة في كلمته للرسالة التي بعث بها إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بعد أن استمع لكلمته التي ألقاها في جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية، كتب سموه بين سطورها "عندما أكون في فرنسا أشعر وكأنني في قمة الدنيا"، وأضاف "فليسمح لي الرئيس بأن أذيل توقيعي بصديق فرنسا"، وأكد سموه أن كلمة شيراك تلك كانت في حق العرب ولم تكن كلمة فقط بل أثبتها بأفعاله ومواقفه اتجاه العرب، والتي يشهد لها الجميع.
واختتم حاكم الشارقة كلمته بتسليط الضوء على الكتابين المحتفى بهما هذا المساء والمترجمين إلى اللغة الفرنسية، وهما كتابا "حصاد السنين" و"حديث الذاكرة" في جزئه الثاني، واللذان يحكيان فترة تاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة شهدت خلالها تطورات عدة، وتحققت فيها نجاحات وإنجازات كثيرة، موضح" سموه أن تلك النجاحات والإنجازات لتلك الدولة الفتية مستمرة، وأن كتاباته فيها لم تتوقف، إنما هو كالغواص يخرج لسطح الماء ليملأ رئتيه بالهواء، ويعود مجدد" ليغوص في أعماق التاريخ.
وألقى وزير الثقافة الفرنسي السابق فريدريك ميتران كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بحاكم الشارقة والسادة الحضور، وقدم لمحة تاريخية عن إمارة الشارقة، مبرز" دورها الريادي في صون التراث والتاريخ، وجهودها السباقة دائم" في السير على نهج مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب الحلم الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكيف أن للشارقة دور" كبير" في تحقيق ذلك الحلم وترسيخه حتى يومنا هذا. واختتم حديثة بالإشارة إلى شخصية حاكم الشارقة صاحب المؤلفين اللذين يقدمان هذا اليوم للقارئ الفرنسي، واصف" إياه بقوله إن "هذه المؤلفات تشكل يوميات بناء دولة يشار إليها بالبنان، كتبت بفلسفة رجل دين وثقافة متسامح وعميق، دائم" ما كنت أسمعه يردّد ويقول: لا حدود للمعرفة".
وعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي قصير لمحتوى المؤلفين مستعرض" ما فيهما من حقائق ومعلومات ووثائق وصور توضيحية لمختلف الفترات والمراحل التاريخية التي واكبت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة وشهدت على تطورها، وتفضل حاكم الشارقة بعدها بالتوقيع على مجموعة من النسخ المهداة إلى الحضور.