بغداد ـ نجلاء الطائي
أعلنت السلطات السويسرية، الخميس، إعادة قطعتين أثريتين نادرتين إلى السفارة العراقية في بيرن، مؤكدة أن القطعتين تعودان إلى الحضارة السومرية وتم إدخالهما بشكل غير شرعي إلى البلاد، مشيرة إلى أن إرجاع هاتين القطعتين الأثريتين يعد جزءا من الجهود السويسرية لمكافحة تهريب الآثار.
وسلمت السلطات السويسرية لوحين طينيين نادرين منقوشان بالكتابة السومرية إلى السفارة العراقية في بيرن يعود تاريخهما إلى عصور ما قبل الميلاد بآلاف السنين.
وأكدت دائرة الثقافة الفدرالية السويسرية في بيان، أن "أحد اللوحين يبلغ طوله 4.5 سم ويعود تاريخه لحوالي 3 آلاف عام قبل الميلاد، أما اللوح الثاني فيبلغ حجمه 3.2 سم ويعود تاريخه لحوالي 1,900 عام قبل الميلاد وهو من احد آثار منطقة اريدو السومرية في جنوب العراق".
وأضاف البيان أن "القطعتين الأثريتين لم تسجل بشكل صحيح عند إدخالهما إلى سويسرا على أنها مواد تراثية"، مبينا أن "التسجيل الكاذب لهذه المواد يعد خرقا للقوانين الفدرالية السويسرية المتعلقة بنقل البضائع التراثية العالمية وعلى هذا الأساس فقد رفع الادعاء العام لمنطقة زيورخ دعوى قضائية ضد الأشخاص الذين جلبوا هذه القطع التي تمت مصادرتها أيضا".
وأشار إلى "إرجاع القطع الأثرية لموطنها الأم هو جزء من الجهود السويسرية لمكافحة التهريب غير الشرعي للقطع الأثرية"، موضحا أن "القطعتين الأثريتين قد تم تسليمها إلى السفارة العراقية في العاصمة السويسرية بيرن بحضور السفير العراقي لدى سويسرا مجيد اللجماوي ومدير دائرة الثقافة الفدرالية ايزابيل جاسوت".
يذكر أن المتحف الوطني العراقي تعرض في عام 2003 لأكبر عملية "سطو وسرقة" للآثار في التاريخ٬ فقد سرقت منه ومن بقية المتاحف العراقية٬ أكثر من 15 ألف قطعة أثرية وملايين الوثائق٬ لكن الحكومة تمكنت بمعاونة جهات دولية كاليونسكو٬ من استعادة نحو خمسة آلاف قطعة وتسعى لاستعادة القطع المسروقة الأخرى٬ في حين ما يزال القسم الأكبر من أرشيف الدولة العراقية موجودًا في الولايات المتحدة.
وتعرضت الآثار العراقية لأوسع عملية نهب في العام 2003، ما أدى إلى اختفاء آلاف القطع التي لا تقدر بثمن من المتحف الوطني في العاصمة بغداد ومن مواقع أخرى في أنحاء البلاد، واستعاد العراق مطلع 2010 نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية كانت ضمن قطع كثيرة هربت في أوقات مختلفة، وتم بيع اسطوانات تعود للحضارة السومرية في مزاد (كريستي) العلني في مدينة نيويورك بعد أن سرقت في أعقاب حرب الخليج الأولى عام 1991، كما أن عمليات سرقة الآثار ما تزال قائمة لا سيما في المناطق النائية التي تكثر فيها التلال الأثرية وتفتقر إلى الحماية الأمنية.