دمشق ـ ميس خليل
عادت صالة "تجليات" للفن التشكيلي، بعد ركود استمر لمدة ثلاثة أعوام فرضته عليها الحرب السورية، إلى جمهورها، بمعرض فني للفنان التشكيلي بطرس المعري، تحت عنوان "ثلاث أعوام من ممارسة الفيسبوك"، اختارته ليكون باكورة أعمالها في عام 2015 .
ونجحت الصالة، التي كانت من أنشط الصالات قبل الحرب، ونظمت أضخم المعارض الفنية التشكيلية، في اختيار من يجسد رسالتها الجديدة للجمهور السوري، إيمانًا بمبدأ "الرغبة في استمرارية الحياة".
وتميّزت لوحات معرضها الأول باتباعها أسلوبًا فنيًا مختلفًا، يمكن أن نسميه بوحًا تلقائيًا على الورق، دون مقدمات، لتكون اللوحة تعبيرًا صارخًا عما نشعر به ويجمعنا في الوعي ويوحدنا في الوجع والحلم.
وحاول الفنان التشكيلي بطرس المعري، عبر معرضه، أن يجعل من اللوحة حالة تجسد معاناة سورية، وتحث الجميع على تجاوز الخوف، والسخرية منه، فجعل من ريشته أداة للتهكم والسخرية من حد السكين، عبر فعل فني عالي القيمة الإنسانية في وجه من يعبثون بمصيرنا.
وأشار لمعري إلى أنَّ "الأعمال المقدمة ضمن المعرض هي مجموعة من الأعمال نفذت بتقنيات مختلفة على الورق، بقياس صغير، قبل عام ونيف".
ولفت إلى أنَّ "هذه الأعمال تحمل قصصًا وأفكارًا، كتبها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، ليخرج هذا كله من العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي، ويصبح الشيء ملموسًا ومرئيًا".
بدورها، أبرزت مدير صالة "تجليات" بشرى عدي، أنَّ "الفترة التي توقفت فيها الصالة عن العمل كانت بسبب الوضع الأمني"، لافتة إلى أنّ "الصالة كانت مفتوحة للجمهور ولكن لم تقام فيها فعاليات".
وأوضحت عدي أنَّ "تجليات أقامت معارضًا في هذه الفترة باسمها في دول عربية عدة، بسبب صعوبة إحضار الأعمال، ووضع الفنانين، الذين أصبح عدد كبير منهم خارج سورية".
وبيّنت أنَّ "المعرض الذي افتتح أقيم ليعرض في دمشق، ويتجه لجمهور سورية، حيث حاول بطرس، عبر 21 عملاً، إيصال الفكرة التي يريدها"، مشيرة إلى أنَّ "عنوان المعرض استلهم من أنَّ المعري، بعد اضطراره لمغادرة سورية، أصبح تواصله الوحيد مع سورية عبر فيسبوك".
واعتبرت أنَّ "الغاية من عوة الصالة إلى العمل هي أن يكون لتجليات دور في عودة الحياة إلى كل المجالات الفنية"، مشيرة إلى "وجود خطة لإقامة معارض متنوعة في الفترة المقبلة، إذ يتم العمل على الاتفاق مع الفنانين ليقام كل شهرين معرض"، لافتة إلى أنَّ "غالبية الفنانين تشجعوا للعرض في سورية".