مومياء الملك الفرعوني رمسيس الثالث
القاهرة ـ أكرم علي
كشفت دراسات أثرية أخيرة بشأن موت الملك الفرعوني رمسيس الثالث، أنه مات مقتولاً، مشيرًا إلى أن كرسي الحكم في مصر "ملعون"، بحسب الكشف الأثري، الذي أوضح أن نهاية الكثير من حكام مصر في العصر الأخير لم تكن وفاتهم طبيعية، وإنما تكون نهاية قاسية، بدأت منذ فرعون الذي مات غرقًا، والملكة كليوباترا
التي انتحرت بالسم، وملكة مصر شجر الدر التي قتلت ضربًا بالنعال حتى الموت، وفي العصر الحديث وفاة الرئيس عبد الناصر مسمومًا، واغتيال الرئيس أنور السادات من قبل "الإرهابيين"، وإطلاق النار عليه في عرض عسكري العام 1981، وأخيرًا الرئيس السابق حسني مبارك الذي يواجه السجن حاليًا لـ 25 عامًا في انتظار الموت بعد "ثورة 25 يناير".
وأوضح التقرير التي عرضته شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن علماء الآثار قالوا: إن الفرعون رمسيس الثالث قُتل نتيجة مؤامرة استهدفت القضاء على حياته، حيث تم اكتشاف "قطع ذبحي" في رقبته، مما يؤكد أن القاتل فاجأه من الخلف، وقام بذبحه بسكين حاد النصل.
وأكد علماء أشعة مصريون أن هذا الجرح الذبحي، الذي يصل عمقه إلى عظام الرقبة، كان موجودًا قبل إجراء عملية التحنيط لجثة الملك رمسيس الثالث، وهو ما أكده الفحص الدقيق بالأشعة المقطعية، الذي أجراه الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية، والذي نشرت نتائجه في "المجلة الطبية" في بريطانيا أخيرًا، وجود تميمة "عين حورس" و4 تمائم أخرى تمثل أبناء "حورس" الأربعة.
وقال عالم الآثار والوزير السابق، زاهي حواس، للشبكة الأميركية: إن الترتيبات الخاصة التي اتُخذت عند تحنيط مومياء الملك رمسيس الثالث، ووضع التمائم وأماكنها، وهي الخاصة بالحماية والحفظ وتأمين حياة الملك في العالم الآخر، تشير إلى أن المحنطين كانوا يتعاملون مع مومياء ملك قُتل "غدرًا" وأكد أن هذا الكشف يغير في تاريخ هذه الفترة، خاصةً أن هناك
بردية شهيرة باسم (مؤامرة الحريم) تشير إلى قيام الملكة (تيا) الزوجة الثانية للملك رمسيس الثالث، بتزعم مؤامرة ضد الملك، لتنصيب ابنها (بنتاؤر) ملكًا على مصر، بدلاً من الملك رمسيس الرابع، الذي كان هو الأمير الوراثي لأبيه.
وأوضح حواس أن البردية أشارت إلى أن عددًا من حريم القصر والموظفين ورجال الجيش اشتركوا في تنفيذ المؤامرة، إلا أنها كُشفت وتمت محاكمة المتآمرين، حيث حُكم على أحدهم بالقتل، بينما ترك 10 أشخاص لقتل أنفسهم، ومنهم الأمير "بنتاؤر" الذي قام بشنق نفسه، كما أن هناك أيضًا 21 شخصًا تم شنقهم