طهران ـ مهدي موسوي
عرض الرسام الإيراني شهبور بويان، في وقت سابق من هذا الشهر، لوحاته، في معرض "كوبرفيلد غاليري"، في لندن، واختار لها موضوعًا إنسانيًا "قضية اللاجئين في العالم"، تحت عنوان "الزمن يسافر بسرعات مختلفة".
وجاءت لوحات بويان، لتنقل معاناة اللاجئين، فكانت بعضها عبارة عن رسومات لبحر غاضب يتقاذف قارب عليه عشرات اللاجئين، مثل لوحة "الله يختار الطريق في البحر للسفينة وليس للقبطان" التي يبدو فيها البحر فضيًا، يميل إلى الأسود، في إشارة إلى مصير اللاجئين المجهول الذين يلقون مصائرهم إلى أيدي تجار البشر الذين يقفزون إلى البحر تاركين هؤلاء المساكين يواجهون الرعب بين الأمواج المتلاطمة، واضعين ثقتهم في الله وحده.
وأعاد العمل على تلك اللوحات التي رسمها في 2008، حيث حذف جميع الأشخاص منها، وأعاد تشكيل معالم اللوحات، ماعدا اللوحة التي فيها امرأة حامل، ومن حولها فراغ، فلا يوجد أي شكل من أشكال الحضارة حولها، مؤكدًا أنّ ذلك ما يحدث اليوم في حلب، فتفريغ اللوحات من البيوت والناس والمعالم ما يحدث الآن، على أرض الواقع في البلاد التي مزقتها الحرب، خصوصًا سورية، حيث يرتفع عدد القتلى يومًا بعد يوم، ولا يوجد أثر لحضارة أو طبيعة، فلا يوجد إلا الخراب.
وفيم انصب تركيزه على التاريخ؛ لجأت الفلسطينية-السورية بيسان الشريف التي تعيش، الآن في باريس، وكانت درست السينوجرافيا في نانت الفرنسية، قبل العودة إلى سورية للعمل، وجاءت باريس رفقة والديها في كانون الأول/ديسمبر 2012 من أجل العلاج؛ ولكن العودة إلى سورية بعد انتهاء العلاج لم تكن خيارًا بعد أخبار الحرب التي تتدفق إليهم، ركزت على تصوير الغربة والمنفى.
وأبرزت الشريف: "ترك حياتك وراءك ليس أمرًا سهلًا، إسقاط كل شيء والموافقة على البدء من جديد في مكان جديد، يجعلك تتساءل عددًا من التساؤلات"، وعلى الرغم من أن رحيل بيسان وأسرتها عن سورية، كان أقل مأساوية من اللاجئين الآخرين؛ إلا أنّ منها حمل همّ الوطن والرحيل عنه والمنفى والغربة.