الشارقة - سعيد المهيري
زار وفد من معهد "الشارقة" للتراث المملكة المغربية برئاسة رئيس المعهد عبد العزيز المسلم ، وتأتي هذه الزيارة، التي استمرت في الفترة بين 31 أيار/مايو الماضي حتى 11
حزيران/يونيو الجاري، ضمن استراتيجيات المعهد للقاء مع الجهات المعنية بالتراث في الدول العربية، والإطلاع على التجارب وأفضل الممارسات في مجال التراث الثقافي، والتعريف بتراث دولة الإمارات والجهود المبذولة في الحفاظ عليه.
وتهدفت الزيارة للتعرف على مختلف مجالات وشؤون وبرامج التراث في البلدان العربية الشقيقة، وبناء علاقات استراتيجية طويلة المدى مع الجهات العربية المعنية بالتراث، وتفعيل التعاون
المشترك وتبادل المعارف والخبرات والتجارب بين الجهات والهيئات المشتغلة في التراث بشكل يضمن تسليط الضوء على الجوانب المشرقة والغزيرة للتراث العربي، وبيان أثرها ودورها في الثقافة والتراث الإقليمي والعالمي.
وحظى الوفد الزائر باستقبال وحفاوة لافتين من قبل وزارة الثقافة المغربية، ومختلف الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال التراث في المملكة المغربية، كما تم تكريم إمارة الشارقة، ضيف شرف فعاليات مهرجان "حب الملوك" الذي يعد أقدم مهرجان تراثي مغربي منذ 95 عامًا، في مدينة صفر، وتقديرًا لجهودها ودورها في حفظ التراث العربي والإسلامي، بشقيه المادي وغير المادي.
وزار وفد المعهد أيضًا مديرية التراث في وزارة الثقافة في مدينة الرباط، وبحث إمكانات التدريب وتبادل الخبرات، واطلع على برنامج تطوير قدرات الحرفيين.
وأكد رئيس معهد "الشارقة" للتراث عبد العزيز المسلم أنه تأتي هذه الزيارة تنفيذًا لرؤى وتوجيهات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بأن يكون معهد "الشارقة" للتراث معهدًا للعالم العربي كافة.
وأضاف المسلم: "أن الزيارة حققت نجاحات على مختلف المستويات، ونثمن في هذا المجال دور وزارة الثقافة المغربية، والعديد من الجهات الفاعلة في التراث المغربي، كما نثمن دور الأكاديمية في إبراز تراث المغرب العربي، وجعله محطة مهمة في دراسات الباحثين والمؤرخين، والتواصل بينهم حول العالم لتبادل الخبرات".
واعتبر أن حضور فعاليات الاختتام أعطى فرصة الاطلاع على تجربة أقدم مهرجان شعبي عربي متخصص في التراث الثقافي غير المادي، حيث شهد الوفد الحفل الكبير لتتويج ملكة "حب الملوك"، والاستعراض الرسمي لموكب الملكة المتوجة الطالبة المغربية فوزية الحرشاوي، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والفقرات المتنوعة الجاذبة، مثل عروض الفروسية، والموسيقى التي تقدمها فرق مغربية وعربية وعالمية، والمعارض الفنية والأنشطة الرياضية والثقافية المتنوعة.
وزار وفد معهد "الشارقة" للتراث حديقة "نكتاروم" في مراكش، واطلع على مشروع بصمة الطبيعة من خلال إعادة استخدام النباتات البيئية والبهارات وأعشاب الأكل البيتي، وإنتاج مواد صحية وطبيعية نابعة من الحرص الشديد على البيئة في البلاد.
والتقى عبد العزيز المسلم وزير الثقافة في المملكة المغربية، محمد الأمين الصبيحي، وتباحثا خلال اللقاء العديد من القضايا المتعلقة بشؤون التراث بشقيه المادي وغير المادي، كما تناولا أهمية التنسيق وتوحيد السبل وتبادل المعارف والخبرات والتجارب، من أجل بذل المزيد من الجهود المشتركة، للحفاظ على التراث، والتعريف به.
واطلع الوزير المغربي على دور دولة الإمارات وإمارة الشارقة ومعهد "الشارقة" للتراث، في التعريف بالتراث الإماراتي وكيفية صونه.
ووقّع رئيس معهد "الشارقة" للتراث، عبد العزيز المسلم، ومدير التراث الثقافي في وزارة الثقافة في المملكة المغربية عبد الله العلوي، مذكرة تفاهم، تضمنت القضايا المشتركة بين الجهتين في موضوعات التراث، وكيفية العمل على تطوير آليات وسبل صيانة التراث والحفاظ عليه.
وتضمنت زيارة معهد "الشارقة" للتراث مشاهدات حية لأسواق الحرف، وزيارة أكاديمية "محمد السادس" للفنون التقليدية في مدينة الدار البيضاء.
وتجول الوفد في أقسام الاكاديمية، التابعة لمؤسسة "مسجد الحسن الثاني"، واستمع إلى شرح مفصل حول مسافات التعليم المتبعة والتي تسهم في صقل الطلبة الموهوبين.
وثمن الوفد تجربة الإكاديمية ومؤسسة "مسجد الحسن الثاني" التي تساهم في تكوين الأطر العليا والبحث في مجال الفنون التقليدية للأكاديمية، وذلك باعتبارها أول مؤسسة تعليم عال ذو تكوين متميز يجمع المواد العلمية، والفنية، والاقتصاد، والعلوم الإنسانية.