الجزائر - كمال السليمي
توجَّه مغني الراب الجزائري لطفي دوبل كانون برسالة إلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة؛ لإسماعه مطالب الشعب لاسيما الشباب.
ومن مطلع الأغنية قد يخيّل أنها بيان سياسي معارض، خطّه طالب جامعي تخرج وسئم البطالة، أو امرأة مقهورة تبحث عن حق حضانة أبنائها، أو طالب سكن كريم، أو جائع ضاق به بلده، وقد حاول دوبل رفع سقف عباراته في انتقاد السلطة في الجزائر، مطالباً الرئيس بإرجاع الأمل إلى الجزائريين بعدما لفّ اليأس رقابهم، وخرجوا من نار التطرف الدموي لأكثر من عشرة أعوام بحمل ثقيل.
وقال دوبل "لا أريد إشعال نار جديدة، أريد منك أن تسمع رسالة الشبيبة"، في إشارة منه إلى أن اليأس بلغ ذروته بدليل أن السواحل الجزائرية تشهد كل يوم صعود العشرات من الشباب اليائس إلى قوارب الموت بحثاً عن مستقبل أفضل.
وهذه الأغنية واحدة من آلاف أغاني الراب الجزائري التغييري، وهو الرائد في العالم العربي منذ التسعينات، وقد تأثر به كثير من فناني الراب العرب، ولئن كانت نار راب الجزائر خفتت فإنها عادت لتشتعل منذ العام 2010، مع اعتماد الجيل الجديد من الفنانين لغة سياسية عنيفة ضد السلطة، وبرزت أغانٍ أنتجها مستر آبي ولطفي دوبل كانون وكريم الغانغ، ينتقدون فيها النظام والحكومة بلغة ساخرة، لاسيما النواب واصفين البرلمان بمجلس "الحلاقات" الذي يبحث أعضاؤه عن امتيازات توفرها هذه الوظيفة.
وبلغت جرأة هذه الانتقادات حد المهاجمة العنيفة للرئيس بوتفليقة والوزراء والتعرض لهم في ماضيهم السياسي والشخصي، مثل أغنية "سياسة الاستحمار" لكريم الغانغ الذي انتقد فيها الساسة على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم، وأغنية "الله لا تربحكم" التي هاجم فيها دوبل السياسيين الفاعلين في تسعينات القرن الماضي، ومن اتُّهموا بالتسبب في الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر و"لطخوا أيديهم بدماء الجزائريين"، كما اتهمهم بـ"القضاء على أحلام الجزائريين"، رافعاً شعار "تنديد بلا تخريب".